حول القلم والكلاشينكوف.

2015-03-04 18:16

 

سأل احد الأصدقاء هل يستطيع القلم ان ينتصر على الكلاشينكوف وللرد على هذا التساؤل يجب ان نضبط المصطلح ونستقرئ التاريخ فحول المصطلح نجد ان القلم يمثل الفكرة والعلم، والكلاشينكوف يمثل القوة، اما استقراء التاريخ فيجب علينا معرفة ماذا قدم العلم والفكر وماذا قدمت القوة وكذالك من المنتصر في النهاية. 

فالأصل في كل شيئ هو العلم والفكر حتى القوة فهي تمثل الجانب السئ من العلم والفكر، ولهذا عند خلق آدم عليه السلام كان الله يرى الجانب المضيئ والمشرق في عالم بني آدم الذي يمثله العلم والفكر وكانت الملائكة ترى الجانب الأخر لمظاهر القوة التي تجسد القتل وسفك الدماء ، فالعلم والفكر يمثل البناء والتطور بينما تمثل القوة القتل والتدمير ، ولهذا أول أمر إلهي صدر للإنسان هو اقرأ لارتباط ذالك بالمعرفة والعلم والفكر، وبقراءة التاريخ نجد ان التاريخ يذكر دائماً حملة مشاعل الرسالات السماوية من أنبياء ورسل لأنهم حملوا للبشرية رسالات الرحمة والتسامح والمحبة كما أنه يذكر ايضا حملة العلم والمعرفة والفكر فكل الناس يتذكرونهم ويتذكرون علومهم ومعارفهم وافكارهم التي صاغت حضارة الإنسان وسعادته، بينما كل الذين مارسوا القوة والعنف لا نجد لهم مكانة ولا ذكراً . والتاريخ يسجل ان القوة قد يحالفها النصر في جولة من جولات الصراع ولكنه لم يحدثنا أبدا انها حققت الإنتصار النهائي لأن الإنتصار النهائي كان  للعلم والمعرفة والحق، لذالك علينا ان نثق ان النصر كان وسيضل وسيكون حليف القلم (العلم والمعرفة) وليس الكلاشينكوف.