لم تكن عملية اغتيال الشهيد المهندس خالد الجنيدي هي الأولى التي ترتكبها قوات نظام صنعاء في حق النشطاء السياسيين من ابناء الجنوب ولا يوجد أي مؤشر انها ستكون الأخيرة فعشماوية النظام الذين أدمنوا شرب دماء المواطنين واعتادوا التلذذ برؤية الأرواح تزهق والنعوش تحمل الجثامين الطاهرة إلى مثواها الأخير لا يمكن أن يتوقفوا عما أدمنوه، لكن عملية اغتيال الشهيد الجنيدي تختلف عن سابقاتها بأنها جاءت كتنفيذ لعملية إعدام مدبر مسبقا وجرى تنفيذها بأعصاب باردة وبلا أدنى سبب سوى الرغبة في التصفية الجسدية لواحد من الكفاءات الوطنية والقادة السياسيين اللامعين في الساحة الجنوبية.
لا شك ان الطريقة التي تمت بها تصفية المنهدس الجنيدي مستفزة لكل ذي ضمير حي فقد جرى توقيف الشهيد وإنزاله من سيارته وأخذه اعزلا من أي سلاح إلا سلاح الإيمان بقضية شعبه ومشروعيتها وتم إطلاق الرصاص على صدره لإنهاء حياته ثم انصراف القاتل لنيل المكافأة.
من الواضح أن نظام صنعا لم يعجبه تمسك الشعب الجنوبي بالسلمية كوسيلة لاسترداد دولته وتقرير مستقبله، وهو ( أي نظام صنعا) بذلك يدفع الجنوبيين دفعا الى حمل السلاح والأخذ بالثأر من القتلة بوسائل غير سلمية، والجنوبيين أهل لهذا الطريق النضالي حتى وإن اعتقد منظرو الاحتلال بأن الشعب الجنوبي لا يجيد استخدام السلاح.
لا يمكن معاتبة أهالي الشهداء إذا ما قرروا الثأر لأبنائهم بوسائلهم التي يختارونها بأنفسهم، لأن التمادي في القتل قد جعل القتلة يتصورون انه لا توجد قوة تتصدى لجرائمهم وتضع لها حدا يقفون عنده، إذ إن القتلة لا يدركون البعد الأخلاق والحضاري لمفهوم السلمية، بل يعتبرون السلم علامة عجز وعدم قدرة على المواجهة، ولا يمكنهم تصور أن الشعب الجنوبي الذي طرد أعتى استعمار للامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس قادر على ابتكار آلاف الوسائل للانتقام لأرواح ابنائه التي أزهقها نظام لا يعرف للأخلاق قيمة ولا للذمة معنى ولا للكرامة مفهوم.
المجد والخلود للشهيد المهندس خالد الجنيدي ولكافة شهداء الثورة الجنوبية السلمية
والخزي والعار للقتلة المجرمين
ولا نامت أعين الجبناء