من قتل ‘‘ المتوكل‘‘ ؟!

2014-11-07 14:43

 

أصابع كثيرة أشارت بالتهمة باتجاه أشخاص وجهات كثيرة، عمومية أو محددة، أكثر التهم وجاهة وعمومية، وجهها أبناء الشهيد المتوكل، وآخرون لأعداء الدولة المدنية، الذين حاولوا اغتيال الدولة المدنية من خلال اغتيال المتوكل، كأحد أبرز دعاتها.

 

كثير من أصابع الاتهام وُجهت لـ"الإخوان" باعتبار الاغتيال عملا انتقاميا في سياق صراع راهن بينهم وبين الحوثيين، فيما اتهم حسن زيد أمين عام حزب الحق، حميد الأحمر، كتنفيذ لتهديد سابق باجتثاث الهاشميين، وللغرابة اتهم بعض الحوثيين، السفارة الأمريكية بالوقوف وراء عملية الاغتيال..!

 

من المهم معرفة القاتل، والجهة التي تقف وراءه، هذا أبسط حق شعبي، وأول واجب حكومي، لكن السياق لا يدعو للتفاؤل، فبالإجماع تم إدانة الدولة بأجهزتها الأمنية من حيث تراخيها وتسيبها الأمني.. وتحميلها وزر هذه العملية الإرهابية والعمليات المماثلة.

 

لقد فشلت الجهات والجهود الحكومية في الكشف الفعلي عن قتلة عبدالكريم جدبان والدكتور أحمد شرف الدين، كما فشلت في الكشف عن أولئك الذين قاموا بمحاولة سابقة لاغتيال المتوكل عام 2011م، والذين قال عنهم حينها: "حاولوا قتلي لأني كنت رافضاً لعسكرة الثورة".

 

لكن في الأخير: ما مدى أهمية القبض على وغدٍ تافهٍ قتل رجلاً عظيماً.. ما الفائدة مثلاً من إعدام ابن ملجم بدم الإمام علي..!؟

 

اغتيال الدكتور المتوكل، وغيرها ليست جرائم شخصية، وفوق كونها جرائم سياسية بامتياز، تقف وراءها جهات سياسية، هي مظاهر لظواهر وتوجهات سياسية وفكرية لها أدبياتها ومرجعياتها ومنابعها.. التي تحظى بالقبول وعين الرضى منا جميعاً..!!

 

شخصنة الإرهاب فكرة بلا جدوى تقريباً، وتخدم الإرهاب، وما يحدث في اليمن، الآن، وربما دائماً، أننا نقف ضد الإرهابي ومع الإرهاب.. ضد النتائج ومع الأسباب، ضد القاتل ومع المحرض..!

 

نقف ضد الأعراض ومع الأمراض دون أن نأبه أو ننتبه لحقيقة أن الإرهاب فكر، وأن الفكرة الإرهابية الهدامة أخطر من كل السموم التي ابتكرتها الطبيعة، ومن كل الأسلحة التي اخترعها البشر.!

 

من قتل المتوكل هو إرهاب الإسلام السياسي، الانتقائي، القائم على اختزال الإسلام في جماعة، وليّ أعناق الآيات والأحاديث الدينية لخدمة مآربها السياسية وضد خصومها السياسيين..!

 

في العمل الإرهابي، القاتل ضحية كالقتيل، ربما بدأ الأمر بكتابٍ مدرسي، أو مقرر جامعي، أو خطبة موبقة، أو برنامج إذاعي أو تلفزيوني .. وانتهى بصناعة قاتل محترف، بلا عقل ولا ضمير، يمارس القتل تقرباً إلى الله وتزلفاً إليه.!

.....

*اليمن اليوم