الموت ....الخوف ...حضرموت
بقلم : صبري سالمين بن مخاشن*
حضرموت المؤسسة منذ القدم الدولة المدنية والقيم الأخلاقية والحضارية منبعثة مع جذور ونشأة البشرية , مئات الانجازات والأحداث والشخصيات وتاريخ وشواهد على ارض وإنسان وهوية مميزة وفريدة يشهد لها كافة الشعوب والأمم والهويات والأعراق الذين يتمنوا ان تكون حضرموت نموذج وسيرة لحياتهم ومستقبلهم ودولتهم ولو خيروا لاختاروها موطناً ومسكناً امن ومستقراً عزيزاً ورائعا ..
لم تعد حضرموت ارض الانبياء والصالحين والأولياء الطارده للشر والأشرار منذ عقود مضت كذلك .
الحضارمة السائرون على المذهب الشافعي والطابع الصوفي وموطن طلائع الارشاد والإصلاح الداعيين للإسلام بالتي هي احسن هم وحدهم مجددي الأمجاد الفتوحات الاسلامية بعيداً عن السيف والدعوة بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والأخلاق الحميدة الحامله للإنسانية وكرامتها قدسية ايمانية اكسبت الإسلام مئات الملايين وعشرات الدول من شعوب شرق اسيا والهند والصين وإفريقيا وما وراء البحار وأقصى الارض باعثين السلام مجسدين مبادئ التعايش والقبول بالأخر مرسخين تقاليد السلم الاجتماعي بين الامم بمختلف الثقافات والديانات والحضارات مؤمنين ومؤتمين البشرية على ارواحهم وأموالهم وأعراضهم حيث ماوطئته اقدامهم ارضاً وبلاد في المهجر.
لم يعد الحضارم يمتلكوا السلام والأمان على ارضهم وبيوتهم وبيوت الله ولم تعد طرقهم ومواقع ارزاقهم وأموالهم إلا قبور تدفن وتحرق فيها جثثهم وراوحهم تتذوق الجحيم وتطاردهم الاشباح ،لم يعد الحضارم يتنفسوا السكينة والطمانينة والهدوء في اوقاتهم للراحة او العمل او في مجالسهم وتجمعاتهم الاجتماعية وأصبح الموت والخوف والغضب تلازمهم كظلهم ومن تحتهم وفوقوهم يطوقهم من كل النواحي.
بعد ان ظهرت وحوش فضائية الكترونية طائرة امريكية قاتلة من سبعة اشهر تملا سمائهم تترصد شيوخاً وشباب وأطفال ونساء وحيواناتهم تنتهك حرماتهم وتقتلهم على ارضهم حرقاً وتنشر اجزائهم قطعاً قطعا .
لم اكن اعرف ان للغيرة والحرقة والتعاطف والقهر والظلم والغضب درجات مختلفة تتصاعد وترتبط بمدى المعايشة والقرب والابتعاد والارتباطات بمدى الايمان بالإنسان وكرامته وحقوقه وان الاحساس بالمسئولية وعمق الجرح وألمه قد يشعرك بالانهيار من كل شي وأي شي عندما تعيش احداث القتل والدماء والدمار تكون شاهد لا مشاهد للقنوات الفضائية ومتابع صفحات الأنترنت والتفاعل معها مختلف باختلاف من انت؟! واين تكون؟! ومن تكون ووووووووو؟!!
رغم اني شخصياً ابكي دائماً ولا زلت ابكي على مقتل اي انسان او حيوان لاني وبحكم المنطق والقانون افترض انه قد يكون بري وان تلبس بعض منها الشر ورافقوا الاشرار وهم بشرياً خاطئون وباب التوبة مفتوح ولم تغلق في كافة الأديان والمعتقدات كانت سماوية او وثنية فالإنسان هو الإنسان !!!!
ابكي اليوم عقود وسنوات طوال عجاف ظالمة وأنا امام مجازر القطن والشحر والغيل والمكلا والعبر وبروم ووادي العين عناوين حضرموت البحر والشؤاطى ومنبع الدان وطريق البخور وموطن العماره الطينية ناطحات السحاب والمنارات والمأدن والقباب والنخيل والخضراء التي لا تسمع اصوات قاطنيها وساكنيها لكثرة اصوات امواج البحر ونسائم الهواء الباردة و نغمات وزغاريد الطيور والحمام الشاهدة اعشاشها وبيوتها المنتشرة بسلام جنباً الى جنب مع الانسان الذي تنفس وتشرب الرحمة وأدب اخلاق التعامل مع كل المخلوقات بسلوك وقيم ومبادى تخطت كل ما قد كتب او قراء وماسنة من قوانين او اسس عن حقوق الإنسان والحيوان والشجر انسان يقدس الارواح لدرجة عجيبة وفريدة لترى وتسمع شجرة تبكي وتموت صاحبها وراعيها .
انا لا ابكي الموتى بل ابكي الاحياء اليوم وما كان ماضياً تاريخيا وسلوكياً وعادات وتقاليد وثقافة وهوية تجاوزت البحار وما ورائها استنسختها شعوب وأمم ابكي الأحياء المؤتى خوفاً وصمتاً وغضباً العائشة قلقا وارتباك تأكل نفسها رابضة تنتظر دورها مستلمة تعيش عاجزة عن استيعاب الفعل وردة الفعل سنوات وعقود وأحداث واللصوص ومصاصي الدماء والعملاء للاحتلال قد بلغوا مدى العبث والنهب والاهانة لحضرموت ارضاً وانساناً وهوية جرائم بشعة غير محتملة وتعدت بكثير الكثير رباطة الجاشة وصبر الرجال وحكمتهم !!!.
يظهر الانفلات الامني وما ارتكبت من جرائم وقتل واختطاف ونهب وعبث وإهانة واستهانة وما كشفت عنة طائرات بدون طيار الامريكية الجريمة الاخيرة عن مدى غير منطقي او يمكن القبول به للاحتمال لدى للحضارم
الذين لازالوا يعشوا الصدمة والدهشة فاقدين الحركة والكلام دون اي ردة فعل طبيعية او غير طبيعية لأي مخلوق يرفض يحشر لافتراسه وان تكون ارضة وموطنة عنوانا للموت والخوف !!!
ان الحضارم عنوان العلماء والدعاة والزعماء والشجعان الاخلاق ذات القيم المتميزة الذي يقدس الانسان وكرامته وكافة الارواح المحافظ والمدافع عن الحرمات هانت عليهم كرامتهم وراوحهم وأعراضهم وحرماتهم وأصبحوا وأرضهم وثرواتهم بحكم الغير والمحتل (اليمني )المستبيح لكل شي والعابث بهم الذي لم يكتفي بما تحمل ايديهم من آثام ليبيعوهم للأمريكان يقتضي على ماتبقى لهم من حقوق وخصوصية وحق لم يمس بعد.
لقد كشفت كل الجرائم من منتصف القرن الماضي وأكثر بعد ان تفرقوا وتحولوا من اسياد وقادة التغير والبناء والتنمية الى ممارسة عشق العمالة والتبعية في غياب واضح للمرجعيات وقادة المجتمع الحضرمي العظيم ماضياً والمهين حالياً !!!
ان دمعي ودموع كل الشرفاء ستكون حبراً وكلمات ستكشف الجرائم والعابثين والعملاء وتبعث الحياة لحضرموت الامم والحضارة التي تحتاج اليوم وبدون تردد وتبعية او وصاية لكافة ابنائها الاخيار لاطلاق ثورة الغيظ لإعادة بناء مرجعياتها وقادة مجتمعها وتطهيرها من كل المسئولين الرابضين كمرجعيات دافنة رؤؤسها في التراب ولنبحث بيننا عن مرجعيات شامخة وشجاعة عاشقة للحرية ومدافعة عن الكرامة ولأترضى بأنصاف الحلول ولا تهدا إلا بنيل الحقوق كاملة علينا ان نعمل جماعياً ومنفردين على ذلك، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا انفسهم .
ان الواقع المرير المعاش يتطلب الاعتماد على انفسنا بدون تردد وتشكيل لجان شعبية في كل قرية وحي ومدينة تحمي مناطقهم وأرواحهم وممتلكاتهم وتطرد اصحاب الفكر الضال وتغلق الباب امام العملاء والمتآمرين وتوقف العبث والنهب وتستعيد حقنا في الثروة والأرض والعيش بأمان واستقرار ونكون نحن اصحاب القرار ولنعيد تكوين مفاهيم الدولة وواجباتها وحقوقها والاحساس بالمسؤولية والامانة لتعود حضرموت موطنا للأحرار والشجعان والكرامة المؤمنة والمؤتمنة على قدسية الانسان والحيوان والاشجار، وان تردنا قليلا او تأخرنا فلا عودة ولا مخرج لنا من النفق المظلم ولن توقف الاشباح القتل وسنخنق حتى الموت خوفا ورعبا واحدا واحدا !!!!.
انتهى.....
*رئيس تحرير صحيفة المحرر(المحظورة)