ما يزال المشترك يناضل من أجل "حكومة محاصصة متساوية"!
خرج ملايين اليمنيين واليمنيات في ثورة ٢٠١١ من أجل بناء "دولة مواطنة متساوية"، وخرج المشترك من أجل تشكيل "حكومة محاصصة متساوية"!
سرق الثورة وأهدافها وأحلامها، وحقق حلمه في تشكيل حكومة محاصصة متساوية مع المؤتمر. ودخل البلد مستنقع فشل ظل يتعمَّق كل يوم طوال ثلاث سنوات في ظل حكومة باسندوة الفاشلة أكثر من الفشل نفسه. وفيما كان المؤتمر الذي يمتلك نصف حكومة المحاصصة الفاشلة يصفها بالفاشلة ويدعي "معارضتها"، كان المشترك يستميت دفاعاً عنها، وهذا هو الخبر السيء فقط.
الخبر الأسوأ أن أجهزة ومؤسسات الدولة المتوفرة لدى اليمن وما تبقى من هيبتها ظلت تنهار أمام عينه كل يوم بينما ظل صامتاً، ولا ينطق إلا حين يتعلق الأمر بمحاصصة ما: محاصصة في مؤتمر الحوار، محاصصة في لجان الحوار، محاصصة في اللجان الإشرافية على مخرجات الحوار، محاصصة في.. وفي.. وأينما وجدت المحاصصة فقط، ينطق المشترك.
توالت الحروب والأحداث وانهيارات الدولة، والمشترك صامت!
اقتحم الحوثي العاصمة وبسط سيطرته عليها وعلى مؤسسات ومقار الدولة السيادية فيها، والمشترك صامت! الفعل الوحيد الذي رأيناه يقوم به يوم تسليم العاصمة ومؤسسات الدولة فيها للميليشيا هو توقيعه على "اتفاق السلم والشراكة" الذي ينص على تأسيس "حكومة محاصصة جديدة".
مر شهر على ذلك التوقيع انتقل الحوثي خلاله الى الحديدة وبسط سيطرته عليها، ثم ذمار، ثم إب، ثم البيضاء، والمشترك لم يتزحزح عن صمته.
لكنه نطق أخيراً، وقد نطق طبعاً "محاصصة"! في بيانه أمس، هدد بعدم المشاركة في حكومة المحاصصة الجديدة لأنها لا تراعي التمثيل المتساوي للأحزاب الموقعة على "اتفاق السلم والشراكة"، كما قال!
واضح أن أحزاب المشترك غير معنية بشيء يسمى الدولة بل معنية فقط بالحكومة. ويبدو أنها تفهم السياسة باعتبارها شأناً يتعلق بالمناصب الحكومية فقط، ولذا لا تتحدث أو تعترض إلا حين يتعلق الأمر بالحكومة والمحاصصة!
لا تبدو أحزاب المشترك أحزابا سياسية قدرما تبدو أحزابا حكومية، ولا تبدو أحزابا وطنية قدرما تبدو أحزابا محاصصاتية. ومع هذا، حين تصبح في حكومة، تفشل! وفوق هذا وذاك، تقول في بيان الأمس، إنها ستعمل على "إنجاح" حكومة المحاصصة الجديدة "من خارجها"! لم تعملوا على "إنجاح" حكومتكم السابقة "من داخلها"، فكيف ستنجحون في "إنجاح" الحكومة القادمة "من خارجها"؟!
واليوم، بدأت بعض الأحزاب تعتذر عن المشاركة لأنها لم تحصل على "حقائب وزارية" تراعي المحاصصة المتساوية!
مع وَرْوَر!
يجيبوا لكم "حقائب وزارية" ليش؟ مفروض ما يعطوكم ولا حقيبة. بالكثير بالكثير، مفروض يعطوكم "أكياس بلاستيك سوداء". والإصلاح لأنه كبيركم يعطوه "كيس دعاية أكبر". وداخل كل كيس "كرتون كلينكس"، و"باكت تحاميل"، "تحاميل محاصصة" طبعاً.
فـ"المحاصصة"، لعلمكم، متوفرة بأشكال كثيرة وأشهرها: المحاصصة التي على شكل "حقن"، والمحاصصة التي على شكل "تحاميل"، والأخيرة تليق بكم أكثر (وتقدروا تأخذوها وحدكم براحتكم وبدون بيانات سياسية ولا مواقف تاريخية)..