‘‘سر‘‘ سكوت الأمريكان عن السقوط المدوي للإخوان .. في اليمن (2-2)

2014-10-23 02:23
‘‘سر‘‘ سكوت الأمريكان عن السقوط المدوي للإخوان .. في اليمن (2-2)
شبوة برس- خاص - صنعاء

 

الجزء الثاني من التقرير :

 

مع تهاوي المحافظات الشمالية وسقوطها تباعا بيد أنصار الله , التقط اصلاحيوا الجنوب اللحظة وأعلنوا تأييدهم الحراك الجنوبي واعترفوا بحقه في المطالبة الجمعية باستعادة الدولة فيما بقيت قيادة الحزب في صنعاء على حال موقفها السابق بشأن الجنوب , للوهلة الأولى قد يتبادر الى الذهن بأن هناك انشقاق بين فرعي الحزب في الشمال والجنوب .. ولكن ذلك ليس بصحيح إذا ما أخذنا في الاعتبار الضربات الموجعة والمتتالية التي تعرض لها الإخوان عقب السقوط المدوي للرئيس المصري السابق " محد مرسي" .

وتبني السعودية والإمارات علنا مشروع "اجتثاث الإخوان " والتحول الدراماتيكي لمجريات الحرب في سوريا وما أعقبها من تفاهمات بين السعودية وإيران فيما يخص ضرورة القضاء على الحركة التي بدأ نزيفها المصري يؤثر بشكل كبير على فروعها في بعض عواصم الدول العربية تحديدا ومن بينها اليمن  .

 

كما أن انعدام الخيارات لدى الحزب ألجأه الى محاولة التشويش قد المستطاع على مشروع أنصار الله وعرقلته ما أمكن واللعب بكرت الوحدة مجددا باعتبار أن مآل سقوط صنعاء سيؤدي ويدفع طرديا باتجاه تفكيك البلد وتصاعد مطالب الجنوبيين بحقهم في استعادة الدولة .

 

وما التغطية الطفرة  لقناتي "الجزيرة" و"العربية "لاحتفالات الجنوبيين بالذكرى الـ 51 لثورة الـ 14 من اكتوبر الإ الصب في ذات الإناء .

 

حرب الدولارات :

يحق للكثيرين  التساؤل عن سر التحول الكبير والاستعداء الذي أظهرته دولة كالإمارات العربية المتحدة وتبنيها العلني تمويل الحرب ضد "جماعة الإخوان المسلمين "وهي الدولة التي ما فتئت تختار المنطقة الرمادية في كافة القضايا العربية الصراعية منها تحديدا طيلة  سنوات حكم المرحوم " الشيخ زائد بن سلطان " وما بعدها .

 

حيث لا يعلم - حتى غالب سكان الإمارات العربية المتحدة - بأن جهاز الاستخبارات الإماراتي تمكن قبل عامين من القبض على عصابة مكونة من" 15" شخصا غالبيتهم مصريون على صلة بالجماعة وبينهم قطري وبحوزتهم وثائق قيل بأنها توضح عدد الأهداف التي كانت العصابة تخطط لتفجيرها في الدولة من بينها مراكز تجارية ووزارات ومبان حكومية .

 

واستمر التحقيق مع المتورطين لأكثر من عام اعترفوا خلاله بتلقيهم أموالا  طائلة من الوسيط القطري مقابل القيام بالعملية التي أجهضت عبر معلومات تلقتها الإمارات من أجهزة استخبارات غربية .

 

كان  لهذه الحادثة تأثيرا بالغا على مستوى العلاقة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية, لكن شيئا من تلك المعلومات لم يتم الحديث عنها مطلقا حفاظا على البيت الخليجي من الانهيار.

 

صنفت  الإمارات العربية المتحدة تلك المعلومات بأنها محاولة للقضاء على نظام الحكم في الدولة واستهداف مباشر للأسرة الحاكمة .

 

شرر سوريا تطاير الى اليمن :

 

مطلع العام الحالي أعلنت السعودية والإمارات جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا داعية دول المنطقة الى حظره والتعامل معه من هذا المنطلق ,مشددة الضغط على الحكومة القطرية بأوراق عدة من بينها العصى الخليجية  لتنجح في نهاية المطاف بالخروج بتعهد قطري برفع الدعم المالي عن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين وهو الأمر الذي كان له تأثيرا سلبي  كبير على الجماعة .

 

الموقف الأمريكي :

تعرف الولايات المتحدة الأمريكية جيدا بأن تنظيم القاعدة في اليمن يخوض حربا مفتوحة مع أنصار الله منذ سنوات , وما تتبعها لحوالة مالية قدرها 600 مليون ريال جرى رصدها عند دخولها الى اليمن وتحديدا الى حضرموت وعلمت الولايات المتحدة : بأن من تسلمها قيادي بارز في حزب الإصلاح في المحافظة حيث  قام بتحويل مبلغ 200 مليون ريال الى أشخاص في صنعاء دعما لجهود الحرب التي كانت مشتعلة في دماج  بين أنصار الله والجماعات السلفية .

 

فيما بقية المبلغ والمقدر بـ 400 مليون ريال لم ترد المعلومات بشأن مصيرها .

ما حدى بجهات أمريكية الاعتقاد بأنها ربما سُلَّمت الى عناصر موالية للقاعدة, مفترضة بقوة وجود تحالف استراتيجي بين القاعدة والإصلاح وإن كان آنيا .

 

كل هذه المعطيات والمعلومات التي تبني الدول عليها مواقفها تجاه القضايا الحساسة في المنطقة غالبا لا تكون معروفة ومتاحة للجميع .

 

نزالات شرسة ومعارك طاحنة شهدتها جبهات صعدة بين الجيش  وأنصار الله  حتى قبل حربي "دماج وعمران وتاليا الجوف والتي كانت القاعدة طرفها الرئيس .

 

الآن : الولايات المتحدة عمليا تحقق ما تصبوا اليه دفعة واحدة بوجود قوة قادرة على مواجهة القاعدة والانتصار عليها أيضا ,وإشغالها عن القيام بأي عمليات قد تتضرر منها مصالحها في المنطقة ,الى جانب تحقيق هدف حليفها الرئيس في المنطقة المملكة العربية السعودية والمتمثل في انهاء ما بقي من قوة لدى "الإخوان المسلمين" في المنطقة والمشخصتان في الجنرال علي محسن الأحمر وما يملكه من ترسانة عسكرية ونفوذ وحزب الإصلاح جناح الإخوان في اليمن وحاضنته القبلية ,خاصة مع وجود دلائل مشاركة التنظيم في دعم الجهود العسكرية في صحراء سيناء المصرية ماليا و لوجيستيا بحسب معلومات وأخبار نشرتها الصحافة المصرية ومن بينها القبض على محمد حسن على النعاج "يمني الجنسية " ينتمى لتنظيم القاعدة مقيم بصنعاء, وبحوزته 3 هواتف محمولة منهم أثنين مغلقين وبفحص الثالث تبين وجود مجموعة من الرسائل الدولية والمحلية أحدهما من شخص يدعي "نصور" - تتضمن العودة من الحدود بعد إتمام المهمة وهي عمليات تفجير.

 

وتم أيضا ضبط أسلحة آلية وقنابل ودوائر الكترونية قرر بأنها كانت فى طريقها لمدينة العريش بشمال سيناء لتنفيذ العمليات بحسب الحكومة المصرية .

كما كان لإشغال تركيا بملفات داخلية وانحسار المسلحين في سوريا وتراجعهم لصالح قوات النظام عوامل إضافية  أدت الى ما آلت إليه الأوضاع في اليمن الآن .

من كل ما ورد يتبين بجلاء تغير موازين القوى ومدى التأثير الكبير للأطراف الإقليمية والدولية في مجريات الأحداث بالداخل .

 

وتبقى حقيقة يجب أن تقال ... شربها من أراد أو تجرعها غصصا آخرون بأن ما قبل الـ 21 من سبتمبر أيلول لن يكون مشابها على الإطلاق لما هو آت بعدها .

 

* كتب التقرير عبدالخالق الحود - صحفي جنوبي - ومراسل دولي

* تقرير خاص لـ شبوه برس - يرجى الإشارة الى المصدر عند إعادة النشر .

* للإطلاع على الجزء الأول : اضغـــــــــــــــط هنــــا