خيار البندقية.

2014-10-02 13:17

 

عندما خرج الشباب في بدايات بواكير ثورتهم في جنوب الوطن عام ٢٠٠٧م ولحق بهم شباب تعز عام ٢٠١١م بصدورهم العارية وأياديهم القابضة، يتحدون الموت مطالبين بحقهم في الحياة بكرامة وعدل ومساواة ودولة مدنية تمثل الوطن كل الوطن ، لحقت بهم جماهير الوطن و انطلقت ثورة الشباب في كل أنحاء الوطن وهي الثورة الشعبية الحقيقية الوحيدة، وسقط رأس النظام وبقي النظام، وأُسقطت ثورة الشباب، وأسباب السقوط عديدة، ذاتية مرتبطة بالشباب أنفسهم، وأُخرى مرتبطة بأسباب داخلية وخارجية، (سبق أن عرضت بعضها في كتابات سابقة).

 

من أسقطوا حُلم الشباب بدولتهم المدنية كانوا يحملون السلاح, وفُرض الحوار بقوة السلاح، وأُلغيت مخرجاته بقوة السلاح.

 

وعندما قاد الحوثيون (أنصار الله) ثورتهم باسم الشعب عبر مطالب ثلاث، لم تكن ثورة شعب، ضد الفساد كما زعموا،لأنها سقطت عندما لم يواجهوا كل رموز فساد النظام السابق، ولم يكن هدفهم تحقيق مطالب الشعب في إقامة دولة المواطنة المتساوية، وإنما هدفهم تحقيق رؤيتهم ومشروعهم، لذا كانت ثورة مشروعهم بإمتاياز، وفرضوا ذلك بقوة السلاح.

 

بسقوط ثورة الشباب ومخرجات الحوار بقوة السلاح وفرض الحوثيين مشروعهم بقوة السلاح، أُصيب الشباب الحالم بدولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية بالإحباط واليأس وهو يرى حُلمه تُسقطه بندقية، ولم يعد لديه خيار آخر غير فرض حُلمه بقوة البندقية.

 

تخيلوا معي ملايين من الشباب المُحبط في كل محافظات الوطن وجباله وسهوله وبحاره ، حاملين بنادقهم فرضاً لحلمهم ، حينها أي وطن تتحدثون عنه وأي وحدة تتحدثون عنها، وأي إستقرار تحلمون به، وأي ممرات مائية تضمنونها، لقد جعلتم البندقية الفيصل والحٓكم .

 

هل هذا ما يريده اللاعبون من الداخل والإقليم والعالم وحملة البنادق منهم؟

سؤال الى العقلاء منهم إن كان هناك عقلاء، وإلى شرفاء الوطن إن كان لهم أثر وتأثير.

وإن كان التمزيق والإحتراب هو مكرهم فعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.