ايجابيات تعدد المذاهب

2014-09-14 13:04

 

المذاهب في الاسلام ضرورة حتمية باعتبار ان ظنية النص تؤدي الى اختلاف الاجتهادات حولة .. ولا ضرر من ذلك , انما الضرر ان يحل البعض المذهب محل الدين والاصح ان الاسلام واحد والاجتهادات فيه تتعدد وتحترم بعضها بعضا بالعمل معا في ما تتفق عليه وإعذار بعضها بعضا فيما تختلف فيه وحسن الظن فيما بين اتباعها وان كل مجتهد مصيب وله نصيب من الاجر !

 

مع ملاحظة ما يلي :

اولا - إن الخلاف بين  المذاهب المختلفة كان خلافا في الجزئيات الاجتهادية في التفصيلات والفروع وليس في الكليات الثابتة فلا خلاف فيها لأنها راسخة واضحة النص فلا مجال للاجتهاد في أمور استقر حلها أو حرمتها بالنص القطعي وإلا كان هذا مخالفا للشرع لا خلافا في الرأي .

 

كما أن هذا الاختلاف يبين مدى إعمال الفهم والفكر في القضية قبل الإفتاء فيها ليتبين للناس مدى تعقل فقهاء المسلمين ودقتهم في تمحيص كل أمر قبل الإفتاء فيه أو قبل القول فيه.

 

ثانيا - ان تعدد المذاهب كان فاتحة خير للإسلام والمسلمين ذلك أنه أدى إلى إثراء كبير لأحكام الفقه الإسلامي في القضايا والوقائع نتيجة إعمال العقل والفهم في اختيار الحكم المناسب المستنبط من المصدر المناسب الواضح من زاوية للفقيه، بل صار للمسألة الواحدة في المذاهب المتعددة أكثر من حكم لاختلاف نظرة الفقهاء للدليل ثم يترك الخيار للمكلف  للترجيح والاختيار فيقدم ما اعتمد على دليل راجح قد يكون حديثا متواترا مثلا على دليل مرجوح استند إلى حديث أحاد أو قياس وبالتالي كان هذا أكبر دليل على رسوخ وثبات علم الفقه بمعناه الدقيق بل تجاوز هذا الحد إلى ظهور الفقه الافتراضي بصورته الكاملة , للبحث عن القواعد الحاكمة لما يستجد من الاحداث بقولهم : هب لو حدث كذا وكذا فان الحكم كذا ..

 

ثالثا : إن الاختلاف بين المذاهب المختلفة ليس خلافا متنافر الجوانب والقلوب - كما هو الحال في الاتباع اليوم - بل التآخي كان هو السائد بين علماء هذه المذاهب وكان يتبادلون الاراء فيما بينهم والاتفاق فيما بينهم في كثير من الامور واضح فكثيرا ما نجد إجماعهم واتفاقهم حتى في كثير من الفروع والجزئيات لأن منهلهم الذي يستقون منه منهجهم واحد هو النص في جملته وهو الضابط لهم في النهاية اللهم ما اختلف تقديره أو رؤيتهم لظاهر النصوص أو بحثهم فيما وراء المعاني أو تعاملهم مع دلالات اللغة ومفاهيمها التي تؤثر على فهم النصوص , واختلاف الظروف والامكنة والازمنة بتعددها تعددت الاراء الفقهية التي سمينا المذاهب