لماذا نجح الرئيس هادي (شمالا وجنوبا)؟‎

2014-06-14 05:43

 

لا يخفى على احد ان الرئيس عبدربه منصور هادي استطاع اختراق الحراك الجنوبي من اوسع أبوابه فالرئيس ان أراد الاختراق يدخل من الباب..وليس من منفذ آخر..

 

فالمنفذ الآخر والأساليب الرخيصة قد تركها للظلاميين والواضح دائما يسير في النور وليس في الظلمة فالظلامي ان أراد الاختراق يخترق بالحيل والفبركة ودس العملاء بين الفريق والقال والقيل والمشي بالنميمة ،إنما الرئيس اثبت انه رئيس توافقي بين الجميع وإنها ليست تلك أساليبه وقد سار مع المثل المصري القائل(امش عدل يحتار فيك عدوك) ،فقد استطاع ان يوازن بين قوى الصراع في الشمال ويسحب البساط من تحت أعدائه ويكتسب حرب لم يخوضها أساسا وقد كان محايدا بين طرفي الصراع فانحيازه تعني انحيازه للدولة علما ان حزب الإصلاح حاول التمويه ان الحرب بين الحوثي وبين الجيش والدولة واستطاع لفت نظر الجميع بما فيها الدول المجاورة ولكن من باب أهل مكة أدرى بشعابها وأهل اليمن أدرى بأحزابه فنحن ندرك أساليب الأخر

 

ولا تنطوي علينا فربما ينخدع بها غيرنا على وجه عام بأن الرئيس تارك الحبل على القارب للحوثي ولكن الملاحظ ان الحوثي عندما زاد عن حده ،وقام بالسيطرة على منافذ مهمة تحركت القوه الجوية للتدخل من الرئيس في إشارة لاتخفى على احد ،وانتصاره الأخير الذي حققه على الانقلاب الفاشل وتسكير منافذه الإعلامية لهو خير دليل على قدرته على موازنة الدولة والسير بها قدما وكعادة الرئيس هادي هادئ ولو في قلب العاصفة وفي الأخير يقلب المجن على جميع أعدائه.

 

لست هنا اكتب لانحيازي لسياسة الرئيس ضد الجنوب وتفرقته وتفريخه لحراكه لا أبدا ولو كانت مقبولة بعض الشيء باختلاف الأخر ولكن اكتب عنه كسياسي وكقائد مخضرم برباطة جأش وهدوء يتمتع به تؤهله لان يكون كذالك ويا حبذا ان يتعلم منه القادة الذي لدينا وربما يستطيع مستقبلا ان يوفق بين جميع الأطراف جنوبا وشمالا وليس الخوف من هذا ففي الجنوب ربما يتوافق معه الجنوبيون مستقبلا ولكن الخوف مابعد الرئيس ومابعد حقبته ان تغير هل سيتوافق الجنوب مع غيره؟ وهل سيكون نزيها مثله؟

 

وهل سيظل دائما حاكما؟ وهل من سيأتي بعده سيكون بنفس سياسته؟ فالناس تبني على الأساس

وما حد يخلي ساس داره فوق طين وهياس ..

ولا يعلي قصر لا ما قد حفر له ساس..

البيت إلا من أساسه وأساس صنعاء قبلي بحت وليس مدني وربما يكون مدني في عهد رجل مدني ويعود لنفس الأصل فيما بعد فالشيئ من أصله

 

لذالك شعب الجنوب ينشد لإقامة دولة مدنيه مستقلة تظل قائمه بعهدها فأساس المدنية موجود لديها أرضا وإنسانا وليس في الدولة الجنوبية المستقلة والمستقبلية ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل روادها أيضا ولكن قد خبرنا شعبنا انه لايرضى بالاستعمار الخارجي ولا الاستحمار الداخلي فمن يتبع هواه يكن أمره فرطا فيها ويسقط في الأخير ولاخيار له إلا ان يتبع الشعب ومن ثم ان الأساس الجنوبي والبنية التحتية الإنسانية مدنيه مما يؤهلها ذالك لان تستمر دهورا

 

عدة أسباب تخول الجنوب للاستقلال ولفك الارتباط ولو اختلفت الساسة فالاختلاف سنه كونيه ولذالك خلقهم

 

وعل ذالك الاختلاف وان طال أمده يصقلهم ويهذبهم في قبول بعضهم البعض ،والقبول بتلك الشرائح والأحزاب وذالك التنوع الجنوبي هو أمر محمود في أصله وفي قيام أساس الدولة ولو طال

 

ومن سياسة الرئيس عبدربه منصور انه جس ذالك الاختلاف الجنوبي الحالي ووجد أنهم مختلفون على القيادة ومتحدون على الهدف وعندما يريد احد ان ينقض حركة ما فانه يعود إلى الأصل أصل النشأة لهذه الحركة وتاريخها ومسيرتها.

 

وتاريخ الحراك كانت مطالبه حقوقية عبر قاده متقاعدين كانت تطالب بإعادة حقوق وإصلاح داخلي ورد مظالم ومساواة ثارت وتلقف الشعب ثورتها كما يتلقف الضمآن الماء بثورات ومليونيات وقرارات أصبحت مطالبه بالتحرير والاستقلال ،ضمت مجالس ونخب ولجان واعيان ونجوم سياسيه جرت السفينة الجنوبية بهم(وكلما ظهر نجم مابين سماها, وتوهق الربان)!!

 

وكان المفروض على الربان حقيقة ان يساير دفة الموج لا ان يستقيل عنه فالموج جميعه يسير في مهب واتجاه واحد وهدفه التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ولو اختلفوا من على السفينة ،علما ان هذا الهدف أول من نادى به ربان الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة وهذا شيء لايمكن إنكاره فهو عميد الجنوب حقيقة وربان سفينته منذ البداية ولكن كثروا الكباتنة السياسيين على السفينة!!

 

والعميد الركن قائد عسكري والقائد العسكري يختلف عن السياسي فالسياسي بإمكانه ان يجاري الطيب والبطال والمزمر والطبال ويبقى مختلفا ومعتدا برأيه مما يثير استغراب من حوله ويربك الأخر ،بينما القائد لايخبر هذه الأساليب ولايمكنه إلا السير في طريق واحد طريق واضح

 

ولا يخبر إلا القيادة ولايجيد العاب السياسة والتمثيل في العتمة فهو خلق قائد وطريقه ومبادئه واضحة وكلن ميسر لما خلق له ولو تركت السفينة له لقادها نحو بر الأمان بكل تأكيد ،إلا ان نرجسية القائد الحر منعته من مجاراة هذا الزخم الثوري السياسي المتنوع والحافل بما يحفل فالتزم الصمت وانسحب بهدوء مده ليست بالقليلة في تاريخ الحراك حتى ظن البعض ان لديه أسلوب ثوري أخر.

 

ربما حصل تجاوز لبعض القادة المهمين والأساسيين في الثورة من أمثال النوبة من بعض الساسة علما ان هؤلاء الساسة لم يتجاوزوا نظرة أنوفهم القاصرة باختلافهم وعدم وضوحهم والسير في ضبابيه فلا هم الذين اتفقوا على قيادتها ولاهم تركوها لقادتها واختلافهم ذالك أزعج الكثير وليس العميد فقط فأتمنى ان يتفقوا قبل ان ينفرط العقد الجنوبي بالكامل وكنت أفضل ان يبقى العميد بجوار موج الشعب ويتجاوز عن القادة فهو حريا بأن يتجاوز عنهم بما يحمل من صفاء ووضوح ونقاء فهو أوضح وأنقى  قائد مر في تاريخ الحراك.

 

ولكن نرجسية القائد غلبت عليه تلك الحالة وذاك الموقف الضبابي من بعض القيادات وجميع القادة يتميزون بهذه النرجسية وإلا لما اختلافهم على القيادة ولكن نرجسية العميد ايجابيه في بحث عن طريق مشرق ولو عن حل داخلي يعيد الحقوق ويعمل على تنفيذ نقاط الحوار العشرين للشعب الجنوبي بينما نرجسيتهم قاتله ومستقبلها معتم حاليا وافقها ضيق

 

وأضاعوني فأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغرِ وخلوني لمعترك المنايا وقد شرعت أسنتهم بنحري كأني لم أكن فيهم وسيطا ولم تكن نسبتي من آل عمرِ.

 

ويبدو ان الرئيس هادي كان مراقبا للوضع الجنوبي المضطرب ولم يأتي الرئيس إلا وبعض قادة الحراك مهيئين نفسيا لذالك التخلي والانسحاب ومن ثم هم لم يتخلوا وينسحبوا من تلك العتمة الضبابية إلا لرجل أكثر وضوحا من غيره ولظهورا أكثر إشراقا للقضية وإلا كان مدى العميد وغيره ان ينظموا لركب الحوار الوطني من زمن وليس من الآن فهم الآن ينادون بما ينادى به الحوار الوطني من مخرجات .

 

اعود واكرر واقول للقادة الجنوبيون الذين في الحراك اليوم كما قال الرئيس: لاحل إلا عن طريق الحوار ولكن ليس الحوار الوطني فانا اخاطب القادة الجنوبيون بل الحوار الجنوبي الجامع والأفضل لهم ان يجتمعوا على الجامع والا سينفرط بهم عقدهم وسيجمعهم على الشامل الحوار الوطني الشامل كما ماجمع غيرهم اليوم وستكون كلمة الرئيس في محلها.