النقاط العشرين والفيدرالية‎

2013-10-30 19:16

النقاط العشرين هي حقوق طرحتها اللجنة الفنية للحوارعلى الحكومة لتهيئة الحوار ولتحسين النوايا مع الجنوب لتفعيل الحوار بين الشطرين وهي اهون الحقوق المسلوبه ان تسترد وتعاد لتهيئة الحوار وجعلتها صنعاء مسمار جحا لحل القضية الجنوبية!

 

ولم تفعّل منها الا نقطة الاعتذار للجنوب وفعلوها وماكادوا يفعلون والاعتذار الصحيح يتضمن تنفيذ النقاط التي قبلها لكي يكون صحيحا مما افقد الاعتذار ماهيته وجوهره واصبح خازوقا كما وصفه احد الكتاب الخليجيين وباقي النقاط المهمه التي بها ربما يصبح الاعتذار في جوهره لم يفعل منها شيئ

 

قرارات تصدر دون تنفيذ جعجعة من دون طحين قرارات كخبز الطاوة كما وصفها احد الاقلام , وهذه النقاط تعتقد الحكومة ان في تنفيذها حل القضية الجنوبية كاملا مما حداها الامر ان تعزل فريق القضية عندما وجدت ضوء اخضر من احد الدول الراعية لتمويلها .

 

وبما انني سيئ الظن دائما فيهم فإن تنفذت اليوم هذه النقاط فتنفيذها ليس حبا في الجنوب بل لخلخلة الجنوب على وجه عام والحراك بشكل خاص وان كنت اخي القارئ حسن الظن فيهم, بامكانك استعمال كلمة حلحله عوضا عن خلخله حلحلة الجنوب مثلا.. حلحلة الحراك..

 

يكون المعنى انقى ,من ناحية تحسين النوايا مثلا ! وفي نهاية المطاف السياسة لعبه قذرة فقد اوصد الباب المفتوح للحوار الذي كان يقول عنه الرئيس في البداية بمعناه "من مايعجبه الحوار الباب يفوّت جمل" فاليوم الباب لايفوّت لا جمل ولا حوار.. وقد صل الجمل والجمال لباب مسدود باللعب في خيوط القضية ومحاولة تعريتها من مضمونها القانوني ولابد من ان يستدعون فريق القضيه او من يدعون تمثيل الجنوب للقبول بالفيدرالية من اقليمين ولا بد ان اقول "من يدعون تمثيل الجنوب" لإن الموضوع اصبح حرجا وحساسا  لإنهم في حالة تم استدعائهم ولبوا تلك الدعوة كسابقتها من الدعوات يكونون بهذا ادخلوا انفسهم في هوّة لا باب لها ولا كوّة..

 

والقبول بمضامين تلك الدعوة  والجنوب منهم في براء ولو رفعوا لهم ضمانات الفيدرالية من اقليمين فإن وراء هذه الضمانات امر اخطر, من باب إن كان طيب فـ للطيبه اسباب فالطيب لاينجب الا طيب وهم من خلال الحوار لم تبن الطيبه وحسن النوايا في سيماهم وإن طرحوا الفيدرالية التي ينادي بها الفريق كحل نهائي فلا بد ان هناك مخرج آخر لديهم للطرح من ناحية الثروة وعزل الاستفتاء ولا اعتقد انهم يقبلون بفدرالية من اقليمين دون الاحتفاظ بالتحكم بالثروة ومن ثم مصادرة الدخل المستقل للجنوب عبر الحكومات الاقليميه لتضل الجنوب معتمدة على الحكومة المركزية لتمويلها ,الامر الذي يجعل الاستقلال الفيدرالي امر اجوف وفارغ من مضمونه قانونيا ..

 

ولا يوجد حل عادل بتاتا مع صنعاء من ناحية الثروة فصنعاء لا يوجد لديها قانون فإن كانوا سابقا سطوا على الثروة سطو وإن كانوا لم يفد معهم الحوار فمن اين سيخرج الحل العادل في الحصص بين الاقليمين؟!

 

لذلك كاحد افراد الشعب الجنوبي الذي تهمه قضيته اود ان انوه في براء من قبول اي دعوة متضمنة من صنعاء لمن يدعون تمثيل القضية او يدعون تمثيل الجنوب (في اطار تلبية الدعوة) ان لم تكن هذه الدعوة في الخارج وتمثل دولتين وعليهم مشاركة الشعب في فعالياته ومليونياته ولاننكر انهم ساهموا في خدمة قضية الشعب الجنوبي واضافوها الى ملتقى اوسع عالميا ولكن نخشى من المجازفه الغير محمودة عواقبها عليهم وعلى الجنوب ان ذهبوا باسمه مرة اخرى..