يبدو أن وقيعة دُبرت بليل بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وقبائل "مأرب" قد آتت ثمارها حتى اللحظة.
و في تطورات سريعة بدأت مساء الخميس بمقتل أحد مشائخ " آل شبوان " على يد جنود من ألوية الحماية الرئاسية وانتهت بنشوب معركة ضارية بين القبيلة وبين ألوية الجيش في مأرب وتفجير أنبوب النفط والإطاحة بأبراج الكهرباء التي دخلت اليمن معها بحرا من الظلام المستمر طوال يومين.
و طبقاً لمصادر سياسية تحدثت لـ "الأولى" فإن بلاغاً تم تعميمه على النقاط الأمنية والعسكرية بسيارة الشيخ حمد سعيد غريّب الشبواني كان الخطوة الأولى في مسار "الوقيعة" التي تقول هذه المصادر أن طرفا سياسيا وعسكريا في "مأرب" ردا على تفرده في خوض الحرب ضد القاعدة في أبين وشبوة.
و في تفاصيل تطور الأحداث فإن جنود الحماية الرئاسية أطلقوا النار على سيارة السيخ حمد سعيد غريب الشبواني بالقرب من دار الرياسة بعد أن استوقفوه بناءً على بلاغ به يعتبره من المشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة، وحين رفض الشيخ الاستيقاف فتح الجنود النار عليه خصوصا أنه كان مسلحا مع مرافقيه ما أدى إلى مقتله وابن أخيه على الفور.
مصادر مؤكدة تحدثت لـ "الأولى" بأن الشيخ الشبواني ليس مدرجا ضمن قوائم المطلوبين على ذمة الإرهاب.
و كشفت أنه عاد مؤخرا من مصر ولم يتم إيقافه في المطار رغم أن قوائم الإرهاب معممة على كل مطارات اليمن.
و جاء الرد على مقتل شيخ قبلي من " آل شبوان "بمأرب سريعاً حيث هاجم مسلحو القبيلة ليل أمس الأول وصباح أمس اللواء 13 بالمحافظة وأصابوا جنديين بالإضافة إلى تفجير أنبوب النفط وأبراج الكهرباء .
و قال لـ "الأولى" مصدر مطلع في قبيلة "آل شبوان" بمأرب إنه بعد تلقي أفراد القبيلة نبأ مقتل الشيخ حمد سعيد غريب الشبواني بالقرب من دار الرئاسة اجتمعوا وقرروا الرد بقوة وهو ما تحقق بمها جمة اللواء 13 وتفجير أنبوب النفط وأبراج الكهرباء.
و قتل الشيخ الشبواني بالقرب من دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء على يد جنود بعد تلقيهم بلاغاً بأنه ينتمي لتنظيم القاعدة كما قُتل معه ابن أخيه.
و قال مصدر "الأولى" في القبيلة إن الرئاسة أرسلت أمس وساطة قبلية من مشائخ " آل الأشرف "، وتم الاتفاق على منح الدولة 4 أيام كمهلة لتقديم إيضاحات حول الجهة المبلغة بالشيخ الشبواني وكل تفاصيل عملية مقتله.
و أكد المصدر أن من ضمن الاتفاق أن يبقى أنبوب النفط الذي فجرته قبائل " آل شبوان " كما هو عليه دون إصلاح مع السماح للفنيين بإصلاح أبراج الكهرباء، وإعادة التيار الكهربائي.
و حسب المصدر فقد تم الاجتماع بين الوساطة وأعيان قبيلة "آل شبوان" عصر أمس بعد أن كان مسلحو القبيلة فجروا أنبوب النفط عند الصباح بالإضافة إلى تفجير أبراج الكهرباء وعدم السماح بإصلاحهما.
و في تفاصيل الاعتداء على خطوط نقل الطاقة الكهربائية وتفجير أنبوب النفط اعتدى مسلحون صباح الجمعة على أبراج الكهرباء في محافظة مأرب ما أخرج محطة مأرب الغازية عن الخدمة.
و قال مصدر في وزارة الكهرباء في تصريحات صحفية إن مسلحين اعتدوا على خطوط نقل الطاقة الكهربائية في منطقة " آل شبوان " بمحافظة مأرب ما أخرج محطة مأرب الغازية عن الخدمة.
و ذكر المصدر أن اعتداء ين وقع الأول بين البرجين 379 و380 فيما وقع الثاني بين البرجين 382 و 383 ما أدى إلى خروج الدائرتين الأولى والثانية من محطة مأرب الغازية عن الخدمة.
و هذه هي المرة الـ"5" التي يتم الاعتداء فيها على خطوط نقل الكهرباء في مأرب خلال أسبوع فقط.
و تحدث المصدر عن منع المسلحين للفرق الهندسية من إصلاح خطوط نقل الكهرباء التي اعتدي عليها.
و فجر مسلحون من قبيلة " آل شبوان " الجمعة أيضاً أنبوب نفط في محافظ مأرب كما هاجموا مواقع عسكرية، واشتبكوا مع قوات الجيش ما أسفر عن إصابة جنديين.
و هاجم مسلحون قبليون من " آل شبوان " بقبيلة عبيدة بمأرب مقر للواء 13 مشاة المتمركز في موقع " صحن الجن " والذي يطل على المنطقة كما هاجم مسلحون آخرون نقاطاً عسكرية على مداخل المدينة.
و ذكرت المصادر أن الاشتباكات اندلعت منذ منتصف ليل الخميس وحتى فجر الجمعة واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة كما قام مسلحون بتفجير أنبوب النفط الواصل بين حقول صافر وميناء رأس عيسى النفطي في منطقة "العرق الأوسط" بـ " آل شبوان " كردة فعل غاضبة.
و جاء هجوم المسلحين القبليين على خلفية مقتل شيخ من " آل شبوان " على يد جنود بالقرب من دار الرئاسة بصنعاء تلقي قوات الأمن بلاغات بارتباطهما بتنظيم القاعدة رغم نفي مصادر قبلية ارتباطهما بالتنظيم.
و كان المصدر أكد لـ " الأولى " عقد أعيان وأفراد القبيلة اجتماعاً صباح الجمعة تم فيه الاتفاق على عدم استلام جثتي القتيلين حتى يتم التحقيق في الحادثة وكشف ملابساتها واتخاذ الإجراءات اللازمة وهو ما أوصلوه إلى لجنة الوساطة وتم الاتفاق على 4 أيام .
و في وقت متأخر من مس وقعت اشتباكات بين مسلحين مجهولين ونقطة أمنية بالقرب من المجمع الحكومي بمدينة مأرب بعد اطلاق نار على النقطة من قبل المسلحين.
و قال مصدر محلي لـ " الاولى" إن قبيلة " آل شبوان " نفت ان يكون المسلحون تابعين لهم مؤكدين انهم ملتزمون بالمهلة التي وضعوها للدولة وهي 4 أيام ورد الجيش على المسلحين بإطلاق نار كثيف وإطلاق قذيفتين وقعت إحداهما على منزل ما أسفر عن إصابة امرأتين بجروح خطيرة.
و أضاف المصدر أن إطلاق نار تعرض له القصر الجمهوري بمأرب عقب قصف الجيش الذي أصاب أحد المنازل متوقعاً أن يكون مطلقو النار هم أصحاب المنزل الذي سقطت فيه القذيفة.