مرة أخرى حقائق تدمغ أباطيل..
صلاح السقلدي
-لماذا لا تكون مطالب الحراك الجنوبي حقوقية معقولة يمكن تنفيذها؟.هكذا دأب صديقي الإصلاحي وهو يحدثني من صنعاء بالفيس بوك على طرح هذا السؤال المكرر والممل، فهو مثل حزبه يعتقد ان ذاكرة الناس سريعة التلف والنسيان وأنهم من السذاجة إلى درجة أن تنطلي عليهم مثل هذه المغالطات التي في ظاهرها البراءة وفي باطنها الخداع والتدليس، فمن يتألم أكثر هو من يتعلم أكثر.
-لسنا بحاجة إلى التذكير بالخطابات الثورية لهذا الحزب وفرقته المدرعة الموالية لثورة ساحة جامعة صنعاء التي رددت كثيرا في غمرة الصراع على الحكم من إن الجنوب يعيش منذ عام 94م تحت استعمار قوات علي عبدالله صالح وان ثروات الجنوب قد نهبها نظام المخلوع علي عبدالله صالح حسب ما تنعته وسائل ذلك الإعلام، وأن من حق الجنوبيين رفع مطالبهم إلى أبعد مدى بعد أن أقصاهم المخلوع من دائرة الشراكة بما فيها الشراكة السياسية. ولسنا مضطرين أيضا للتذكير بالبرامج التلفزيونية المتتالية التي كانت تعرض بقناة سهيل على مدار الأسبوع تقريبا خلال عاما كامل والتي ركزت على دور الرئيس علي سالم البيض بتحقيق الوحدة وكيف أن هذا المخلوع قد غدر بالوحدة حسب تلك البرامج.
- فمن الضرورة بمكان إن نعيد التذكير بالآتي لعل الذكرى تنعش الذاكرة الخرفة، فدع ما أنكرت لما عَرَفْتَ :
- 1- ان مطالب الجنوبيين وبرغم قسوة الحرب العدوانية عام 94م ومرارتها قد تدرجت بمطالب بسيطة جدا لم تتعدى مطلب المصالحة الوطنية وإصلاح مسار الوحدة والكف عن سياسة طرد الناس من وظائفهم التي كانت قد شرعت سلطة 7يوليو ، تلك السلطة الغازية التي كان حزب الإصلاح هو عرابها الأول بكل سياستها النهبوية والإقصائية ، ولأن رأس الجهل الاغترار، فبدلا من الإصغاء إلى هذه المطالب على دنو سقفها وبساطتها وسهولة تنفيذها إلا ان حالة الزهو والعجرفة المتسلحة بثقافة (هزمناكم..هزمناكم) كانت هي الطاغية حينها، وكان كل من ينادي بتلك المطالب الحقوقية المطلبية يواجه بذات التهم التي نسمعها اليوم وبنفس الخطاب الإعلامي القمعي التخويني الذي ينتهجه اليوم ثوار ثورة ساحة الجامعة وإن كان زاد فوقه مسحة دينية سياسية بثوب ثوري ربيعي.!
-2- إخراج الحزب الاشتراكي تماما من الساحة السياسية والتضييق نشاطه ومصادرة ونهب مقراته وممتلكاته والتنكيل بقيادته وأعضائه ومناصريه قد قتل لدى الجنوبيين أمل استعادة حقوقهم من نافذة العمل الحزبي والسياسي وأجبرهم ذلك قسرا للتمترس بمربع الانتماء الجنوبي بعد ان عز عليهم الانتماء الحزبي واعيتهم الحيلة. وهذا الانتقال للتمترس بالانتماء الجنوبي هو شيء طبيعي حين وجد الجنوبيون ان الحزب الاشتراكي أصبح لا يقوى على الحفاظ على مقراً له أو صحيفة تنطق باسمه، بل وأصبح الانتماء إليه تهمة لدى تلك السلطة ، فمن تعرض للمصاعب ثبت للمصائب كما يقال، فقد تلمس الجميع بالجنوب الطريق المشوكة وركب المخاطر مرغما بحثا عن مركب نجاة إلى الضفة الأخرى وإن كان مركباً من أسنّة الرماح وذلاقة الحراب .
( إذا لم تكن إلا الأسـنّة مركبا× فما حيلة المضطر إلا ركوبها).!
-3- ان معظم قيادات الحراك الجنوبي السلمي هم إما أعضاءً مجلس النواب أو أعضاء مجالس محلية أو قيادات حزبية أو كانوا قد شغلوا مناصب رفيعة بسلطة ما بعد حرب 94م وهذا يعني فيما يعنيه ان الجنوبيين وبرغم قسوة سياسية ووهم عودة الفرع للأصل الذي انتهجته سلطة الاحتلال الوحدوي، والشعور المرير من نوع التعاطي مع سلطة يتملكها غرور النصر قد انخرطوا برغم كل ذلك بالعملية السياسية التي تلت حرب 94م ولهم في ذلك فلسفتهم المنطلقة منطق( لعل وعسى) دون جدوى تذكر. بعد ان أغلقت أمامهم كافة الأبواب وصدت كل النوافذ بوجوههم فقد عمدوا اضطرار الى تبني أهداف ومواقف اليوم ومنها هدف استعادت حقه المسلوب واريخه المصادر،ولسان الحال يردد:( أنا لها ولكل عظيمة) .!
* صحيفة الجنوبية