لا شك أن الجميع يراقب ويتابع عن كثب ما يجري اليوم في الجمهورية العربية اليمنية من حياكة وحباكة وخطط تأمريه وامتداده المقيت في بعض العواصم العربية و الغربية بهدف تمرير مخرجات ما يسمى بـ ( الحوار اليمني ) وتطبيقه على أرض الجنوب لفرض سياسة الأمر الواقع، كما فعلوا بنا بعد حرب صيف 1994م الضروس التي أكلت الأخضر واليابس وثبتت ابليس على أرض الجنوب ومكنته من رقاب الشعب. واليوم ما أشبهه بالأمس، بل ربما أكثر خطراً، فتقسيم الجنوب الى دويلات وكل دويلة سيعينون لها اباليس من بني جلدتها – لا همّ لهم إلا العمالة والاستمرار في الخيانة وتكديس الثروة الحرام – وتحكمها وتديرها شياطين الانس والجن من الجمهورية العربية اليمنية بدعم ومباركة عبدة الشيطان من بني صهيون لتحقيق الهدف الوحيد الحفاظ على مصالحهم في النهب والفيد والسرقة واضطهاد الشعوب وتجهيلها ولربما وبخبث تولية فرقاء صراع الأمس لتأجيج الصراعات المناطقية ونبش الماضي ونكىء الجراح واحياء روح الانتقام وضرب منجزات الثورة الجنوبية في التصالح والتسامح وكسر ارادة الشعب وحقه في التحرير والاستقلال.
أذن فالأمر خطير إذا بقينا ننتظر ونتعامل بردّات الفعل والروتين ذاته والاتكالية واستثمار البعض للسلب والإيجاب في نشاط المكونات الفاعلة والنشطة ميدانيا وتأجيج الاختلافات في وجهات النظر للوصول بها إلى خلافات قطعية المنحى وإقصائية التفكير كما هو حاصل اليوم ويؤكده التفاوت الملحوظ في الفعل والنشاط الشعبي من محافظة لأخرى ومن مديرية لأخرى، الأمر الذي يضع الجميع وبالذات المكونات الثورية المؤمنة – حقا- بالتحرير والإستقلال لتحقيق إرادة الشعب، فهي - اليوم قبل الغد - أمام مسؤولية تاريخية تفرض عليها الانتقال وبإرادة فولادية الى مرحلة جديدة تكون فيها روح المقاومة الشعبية السمة الغالبة على فعلنا الثوري ونشاطنا الجماهيري الواسع والمتنوع، واعني بالمقاومة هنا اشكالها المختلفة كما حدث في ايام رفض اجراء الانتخابات الرئاسية 2012م التي كانت ومثلت بحق ملاحم بطولية قل نظيرها أسقطت وافشلت وبشكل قاطع تلك الانتخابات المزعومة واكدت على قدرة ابناء الجنوب في رفض ومنع أي نوع من انواع التزوير لإرادته وتطلعاته المشروعة وحقة في النضال لاسترداد أرضه وهويته وبناء دولته الجديدة وارساء دعائم الأمن والاستقرار والرخاء وتأمين مصالح دول الإقليم العربي والعالم المحبة للأمن والسلام واستقرار.
إن الواجب - اليوم - يفرض علينا قبل الغد جعل الشارع الجنوبي في غليان دائم واستخدام كافة الطرق والسبل المسموح منها وغير المسموح لنجعل من تراب الجنوب الوقود التي تشعل الأرض نارا تحت اقدام المحتل وعملائه والداعمين له، وأن نضرب بكل قوة لجانه المأفونه وهيئاته التسويقية لمشروعة الاجرامي، وأن لا نكتفي بملاحقة لعنات أرواح ودماء الشهداء لهم بل على الأحياء ملاحقتهم أين ما حلوا، وجعلهم يتمنون أن تنشق الارض وتبلعهم ونار جهنم أرحم لهم من نار شعب الجنوب الحر الأبي.