بسم الله الرحمن الرحيم
ينتهي مؤتمر الحوار الوطني وقد نجح في وضع قاعدة رئيسة لحرب طاحنة بين الشمال والجنوب بمباركة الدول الراعية والأمم المتحدة. وهو إذ يلتزم حلاً شاملاً وعادلاً للقضية الجنوبية يُرسي أسس دولة يمنية جديدة تقوم على أساس " الجنوب الفرع تحت سيطرة الشمال الأصل ."
بدأ المؤتمر عندما كان مفهوم القضية الجنوبية: نظامين سياسيين اتفقا على وحدة بشروط معينة فغدر احدهما بالآخر واحتله احتلالا. وأصبح المغدور به يطالب بحريته واستعادة نظامه. هذه هي القضية الجنوبية وهذا هو حلها.
ترى ما الذي أعمى بصر الدول الأوربية - التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان – عن حق شعب الجنوب في حريته واستقلاله؟
وما الذي أعمى بصيرة الدول الإسلامية الراعية للمبادرة الخليجية مع اعترافها الكامل بالأخطاء المؤلمة والمظالم التي ارتكبت في الجنوب.؟ واعتراف القوى السياسية المشاركة في الحوار بمجملها تقريبا على احتلال الشمال للجنوب.
لماذا لا تعود الدولتان إلى سابق عهدهما طالما إن الحوار ديمقراطي قائما على رد المظالم؟
هل ما توصل إلية المؤتمر من حل عن طريق إقليمين أو ستة أقاليم هو حل للقضية الجنوبية ؟ طبعا لا. إلا إذا استفتي شعب الجنوب عليه. الحل العادل هو أن يستفتى شعب الجنوب على الاستقلال أولا ثم الخوض ثانيا في قضية الأقاليم.
سالت احد العقلاء ... أذا صادفت على طريقك رجلين يتصارعان ويصيح كل منهما هذه زوجتي ... هذه زوجتي .. وهناك امرأة تصيح زوجي ...زوجي. وطلبوا منك أن تحكم بينهما كيف ستتصرف؟؟؟؟؟
أجاب أذا كنت لا اعرف احد من هؤلاء الثلاثة فسوف أبدا بسؤال المرأة أيهما زوجها... ويكون إقرارها هو الحل. أما إذا كنت اعرفهم فسوف أقول مباشرة هذه المرأة زوجة هذا الرجل أما أنت إما أن تتأدب وتسير في طريقك وإما سيكون لي معك كلام ثان.... أليس هذا هو الحل العادل ؟
هل الدول الراعية ومجلس الأمن لا تعرف عن دولة اليمن الديمقراطية شيئا ؟ دولتان في اليمن معروفتان في الشمال وفي الجنوب ولكل منهما مقعده الخاص في الهيئات الدولية. لماذا هذا الإصرار على أن يظل الجنوب تحت حكم الشمال ؟ هل هذه هي عقوبة لماضيها الاشتراكي أم انه حكم" الوحدة الإسلامية المزعومة " عليها؟
كيف أعمى الله بصيرة الدول الراعية عن الحق وأعمى الله القوى الإسلامية المشاركة في المؤتمر عن سواء الصراط فخرجوا بقرار تأكيد الاحتلال الشمالي للجنوب عن طريق الأقاليم بعد أن استنكروا الاحتلال في المؤتمر.
الم تقرأوا قصة أولئك الذين حكاهم القران حين تسوروا محراب داود " إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط .
إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب. قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم. ."( سورة ص)
انتهى المؤتمر بمفهوم جديد للقضية الجنوبية على وفق قوله تعالى: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض. لتصبح القضية الجنوبية: (بغي الشمال على الجنوب).
وحل هذه القضية في الإسلام في قوله تعالى" وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله..(الآية 9 من الحجرات)
لقد تركتم ما هو بديهي من الحلول وتمسكتم بما هو مستحيل, وبذلك أسستم للحرب القادمة بين الشمال والجنوب.
والله المستعان.