دروس مهاتما غاندي للعصيان الحضرمي ...

2014-01-09 14:56

  

 

لا زلت على يقين أننا بحاجة الى اعادة تقييم موضوعي لوسائلنا النضالية السلمية وفي مقدمتها اساليب العصيان التي دمرت ولا زالت تدمر حضرموت دون أن تحدث هذه الاساليب أي اثر على نظام ومراكز القوى في صنعاء.

 

وانا استعرض تجاربنا وممارساتنا اليومية في تعذيب واذية الانسان الحضرمي استذكر التجربة العظيمة لمؤسس النضال السلمي اللاعنف في العالم وهو مهاتما غاندي الذي استطاع بنضاله السلمي اخراج بريطانيا, اقوى دولة استعمارية حينها,من الهند وتحرير بلاده.

 

 

مبادئ ودروس المهاتما غاندي في النضال السلمي

 

في 13 نيسان عام 1919 اجتمع عشرات الآلاف من الهنود رجالا ونساء وأطفالاً في مكان يدعى (جاليونا لألا باغ) فهاجمهم الجنرال (داير) الإنجليزي وفتح عليهم النار فقتل منهم ستمائة وجرح الآلاف كما أرسل طائراته لتقصف الجماهير من الجو وساق آلاف الرجال إلى السجون.

 

عندئذ أعلن غاندي يومذاك مبادئه وخطته في النضال السلمي وعدم التعاون مع الإنجليز حتى يرضخوا ويعيدوا إلى الهند حقها وهي تتلخص في الاتي:

 

المبدأ الاول : افشال المصالح والمنافع البريطانية

 

ماهي المصلحة الاقتصادية لبريطانيا في الهند ؟ كيف نقضي على هذه المصالح ؟

 

كانت الهند سوقا ضخما للصناعات النسيجية المصنوعة في بريطانيا, عمل غاندي على توعية المواطنين بدورهم في دعم الاقتصاد البريطاني عند شرائهم البضائع النسيجية البريطانية.

 

رأى غاندي أن بريطانيا تحتكر شراء القطن الهندي بأبخس ثمن لتعود الهند فتشتريه قماشا بأثمان باهظة فدعا مواطنيه إلى مقاطعة البضائع الإنجليزية لذا حمل المغزل ليكون قدوة لسواه وليحمل الهنود على غزل القطن في أوقات فراغهم.

 

وانتشرت هذه الفكرة بسرعة مذهلة فراح مئات الآلاف من السكان يحرقون الأقمشة الإنكليزية ويعتبرونها رمزاً للعبودية والاستعمار.

 

 وبذلك تعطلت مصانع بريطانيا وثار المشتغلون فيها على حكامهم, وهو ما ادى الى احداث خسائر كبيرة في الاقتصاد البريطاني وبالتالي خلق معارضة شديدة في بريطانيا لاستمرار تواجد بريطانيا في الهند.... فحصلت الهند على استقلالها.

 

 

المبدأ الثاني :الالتفاف الشعبي وعزل الحكومة البريطانية

 

ليتمكن غاندي من عزل الحكومة البريطانية كان ولابد من خلق حالة من الالتفاف الشعبي والثقة المطلقة بغاندي. جاب القرى الهندية وتحدث مع جميع شرائح المجتمع الهندي شارحا رؤيته في النضال السلمي وكيفية مقاومة الاحتلال البريطاني. وعندما شعر غاندي بثقة الهنود حوله نشر مبادئه لعزل الحكومة البريطانية مع ايجاد المعالجات لتخفيف الاثار السلبية على المواطنين والمتمثلة في :

 

1-    التخلي عن الألقاب ورتب الشرف الممنوحة من الانجليز.

 

2-    رفض شراء سندات القروض التي تعقدها الحكومة.

 

3-    رفض شراء المنتوجات البريطانية

 

4-    إضراب المحاكم ورجال القانون عن العمل ,ولمعالجة الآثار السلبية لهذا الاجراء عمل على انشاء التحكيم الأهلي للفصل في الخصومات.

 

5-    رفض المناصب المدنية والعسكرية الممنوحة من الانجليز وتشجيع العمل الخاص والجماعي في القرى والارياف.

 

6-    مقاطعة المدارس الحكومية البريطانية والاستعاضة عنها بالمدارس الاهلية وفي الارياف.

 

 

فما كان إلا أن استقال الموظفون من الحكومة البريطانية وأضرب الطلاب عن الذهاب الى المدارس البريطانية وتوجهوا للمدارس الاهلية وهجر المتقاضون المحاكم وبدأ غاندي ينظم الحركات الشعبية متنقلا من منطقة إلى منطقة حتى تحقق الهدف.

 

 

 

الدروس المستفادة لعصيان حضرموت من مبادئ غاندي للنضال السلمي

 

 

1-    البحث عن مصالح ومنافع السلطة ومراكز القوى في صنعاء والعمل على تعطيلها...

 

·        تدفق موارد النفط والغاز

 

·        تدفق موارد المرافق الايرادية

 

·        موارد بيع القات المملوكة اغلبها لأصحاب النفوذ في صنعاء

 

2-    عمل التفاف شعبي يستند الى احترام المواطن وكسب ثقته...

 

·        الحوار والاقناع وقبول الراي الاخر

 

·        احترام الاختلاف في الرؤى

 

·        عدم تهديد وارهاب المواطن للقيام باي اجراء او موقف

 

·        المبادرة الشعبية يجب ان تكون طوعية 100%

 

3-    اتخاذ اجراءات شعبية وبطرق سلميه لعزل النظام في صنعاء دون تعمد الاضرار بالمواطن واتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف معاناة المواطنين من اجراءات عزل السلطة...

 

·        ترك ابناء حضرموت لجميع الوظائف والمناصب القيادية في السلطة بصنعاء, مجلس النواب , مجلس الشورى , الحكومة والعودة إلى محافظتهم.

 

·        ايقاف تدفق الموارد النفطية وغيرها الى السلطة في صنعاء.

 

·        ايقاف التعامل مع جميع شركات الخدمات النفطية لمراكز القوى وإيقاف انشتطها.

 

·        ايقاف التعامل مع شركات مراكز القوى في صنعاء وشراء منتجاتها وخدماتها

 

·        تنظيم المسيرات والحشود المليونية الشعبية.

 

·        الحملات والتغطية الاعلامية .

 

·        التواصل المكثف مع ممثلي الدول الاقليمية والغربية.

 

 

ولنجعل شعارنا في (الضغط على السلطة ومراكز القوى بدون استهداف أو إيذاء المواطن دون نتيجة).