المبصر في زمن العميان ‘‘البردوني‘‘ : الانفصال قائم ..ومن ظن أن الوحدة قائمة فهو غير مبصر

2014-01-06 08:59
المبصر في زمن العميان ‘‘البردوني‘‘ : الانفصال قائم ..ومن ظن أن الوحدة قائمة فهو غير مبصر
شبوة برس- خاص صنعاء

 

 

الراحل (المبصر) في زمن العميان

 

الفقيد البردوني : "الانفصال قائم .. ومن ظن أن الوحدة قائمة فهو غير مبصر

 

 

في حوار نشرته صحيفة «السفير» البيروتية عام 1995.أجراه الصحفي القدير حسن العديني مراسل «السفير» في صنعاء بالاشتراك مع الأستاذ سامي غالب وأعادت صحيفة " النداء " نشره منذ عدة سنوات وبدورنا هنا نأخذ منه مقتطفات نرى أهمية إعادة نشرها إنصافا للأديب العربي الراحل (المبصر) في زمن العميان الفقيد عبد الله البردوني .

 

وقد جاء الحوار بعد حرب احتلال الجنوب التي شنتها قوات الجمهورية العربية اليمنية على الجنوب , وهنا لابد أن نشير أن الفقيد الراحل البردوني قال ما قاله في وقت عصيب لم يجرؤ أحد أن ينتقد الحرب العدوانية على الجنوب بل انه قال ما يعجز أن يقوله بعض الساسة الجنوبيين الذين لا زلوا يراوحوا مكانهم ولأن الحق سيبقى قويا ناصعا فبطبيعة الحال ستخلد ذاكرة الشعوب كل من أنصفها وقال كلمة حق في أحرج الأوقات وليس بغريب أن يبقى الشاعر الأديب الراحل عبد الله البردوني يتربع حب الملايين من أبناء شعبنا العربي في الجنوب المحتل لانه قال كلمة حق

 

( المبصر في زمن العميان قصاصة (1)

 

* يستعيد البلد عافيته؟

 

البردوني - لا. في الحقيقة الأمر يحتاج وقتاً ووقتاً جيداً، مش وقت من هذا «الزمن المخلبص»، الزمن السيئ، إذا جاءت ظروف أفضل فيمكن، لكنا فقدنا قوة كانت جاهزة وقادرة على أن تخلق سياسة وتقود، ولكن الآن يحتاج بذرة من جديد تنبت، أما الذين سبقوا سواء من المحاربين أو المحروبين، الغالبين أو المغلوبين، يكاد أن يكونوا قوة أكلت بعضها بعضاً.

 

*الصحفي / هل لما جرى صلة بالاتفاقية الأخيرة مع المملكة التي سميت بمذكرة التفاهم؟

البردوني - لا. هذه جديدة، لأن الوحدة كانت مؤامرة على الشعب اليمني كله، فنجح الشق الأول، وكان بضرب الجنوب. وهذه الاتفاقية هي وسيلة ثانية لضرب الشمال وضرب الجنوب، لأن المرحلة واحدة.

 

* الصحفي / الوحدة كانت مؤامرة على اليمن!

البردني - نعم.

 

* الصحفي / ولكنها تخدم الشعب اليمني في المدى البعيد؟

البردوني - أيوة بتقتيل الناس!

 

* الصحفي / بالمدى البعيد تاريخياً؟

البردوني- ما في من الخراب إلا الخراب، وما في من الفساد إلا الفساد.

 

* الصحفي / هل تعتقد أن الوحدة مهددة بالانفصال؟

البردوني - الانفصال قائم، من ظن أن الوحدة قائمة فهو غير حساس وغير مبصر أيضاً، لأنه في غالب ومغلوب، في يمن محتل بفرد، وفي يمن محكوم بفرد، والحكم كله فردي. ربما أنها (الوحدة) قائمة نظامياً، لكن عندما تشوف النظام ما مقوماته كنظام ستقول مش قائمة نظامياً ولكنها قائمة بالعنف. مع أن الحكم لا يحكم أي جهة يحكمها، عنده أن الشعب موظف عند الحاكم والصحيح هو العكس أن الحاكم موظف عند الشعب.

 

 

 

قصيدة سياسية رائعة للفقيد البردوني من لا يعلم أن الأستاذ البردوني توفي منذ سنوات سيعتقد أنها كتب اليوم .

 

 

يا قاتل الظلم صالت هاهنا وهنا ـــــ فظايعٌ أين منها زندك الواري

أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي ـــــ تئن ما بين سفاحٍ وسمسار

يشدها قيد سجانِ وينهشها ـــــ سوطٌ... ويحدو خطاها صمت خمار

تعطي القياد وزيراً وهو متجرٌ ـــــ بجوعها فهو فيها البايع الشاري

فكيف لانت لجلاد الحمى «عدنٌ» ـــــ وكيف ساس حماها غدر فجار؟

وقادها زعماءٌ لا يبررهم ـــــ    فعلٌ وأقوالهم أقوال أبرار

أشباه ناسٍ وخيرات البلاد لهم ـــــ - يا للرجال - وشعبٌ جائع عاري

أشباه ناسٍ دنانير البلاد لهم ـــــ ووزنهم لا يساوي ربع دينار

ولا يصونون عند الغدر أنفسهم ـــــ فهل يصونون عهد الصحب والجار

ترى شخوصهم رسميةً وترى ـــــ أطماعهم في الحمى أطماع تجار

 

* * *

أكاد أسخر منهم ثم يضحكني ـــــ دعواهم أنهم أصحاب أفكار

يبنون بالظلم دوراً كي نمجدهم ـــــ ومجدهم رجس أخشابٍ وأحجار

لاتخبر الشعب عنهم إن أعينه ـــــ ترى فظائعهم من خلف أستار

الآكلون جراح الشعب تخبرنا ـــــ ثيابهم أنهم آلات أشرار

ثيابهم رشوةٌ تنبي مظاهرها ــــــ بأنها دمع أكباد وأبصار

يشرون بالذل ألقاباً تسترهم ـــــ لكنهم يسترون العار بالعار

تحسهم في يد المستعمرين كما ـــــ تحس مسبحةً في كف سحار

 

* * *

ويلٌ وويلٌ لأعداء البلاد إذا ـــــ ضج السكون وهبت غضبة الثار!

فليغنم الجور إقبال الزمان له ـــــ  فإن إقباله إنذار إدبار

* * *

والناس شرٌ وأخيارٌ وشرهم ــــــ منافق يتزيا زي أخيار

وأضيع الناس شعبٌ بات يحرسه ـــــ لص تستره أثواب أحبار

في ثغره لغة الحاني بأمته ـــــ وفي يديه لها سكين جزار!

حقد الشعوب براكينٌ مسممةٌ ـــــ وقودها كل خوان وغدار

من كل محتقر للشعب صورته ـــــ رسم الخيانات أو تمثال أقذار

وجثةٌ شوش التعطير جيفتها ـــــ كأنها ميتةٌ في ثوب عطار

 

 

 

 

* المقابلة من مدونة الاستاذ سامي غالب رئيس تحرير صحيفة " النداء" اليمنية .