تحذير من فخ الحكم الذاتي

2025-12-14 15:50

 

تتردد في الفضاء الإلكتروني فكرة الحكم الذاتي كمشروع أولي لاستعادة الدولة.

 

تلك، وربي، هي الكارثة.

 

الحكم الذاتي للجنوب يعني إقليماً من أقاليم الحاكم الأعلى في صنعاء، والعاصمة العليا في صنعاء، ورئيس أعلى في صنعاء، وجيش أعلى في صنعاء.

 

من الذي ينصب لكم هذا الفخ؟

 

مشروعنا منذ عام 2007 هو استعادة دولة الجنوب، وكان السقف مرفوعاً. كنا نُقمع في الساحات، وكنا بلا جيش ولا أمن، ومع ذلك ظل السقف عالياً: استعادة الدولة.

 

اليوم تتردد في عالم السوشيال ميديا فكرة الحكم الذاتي، تطرحها نخب مثقفة، ربما بخبث، وآخرون بحسن نية لا يعرفون ولا يدركون مخاطر الحكم الذاتي.

 

من الذي خفّض السقف العالي اليوم، ونحن نملك جيشاً قوياً وأمناً ينعم فيه المواطن بالسكينة والهدوء؟

 

من الذي يجرّكم بخبث إلى مستنقع الحكم الذاتي، مثل كردستان العراق وإقليم الباسك في إسبانيا؟

 

ألا تعلمون أنكم إذا وقّعتم على الحكم الذاتي ورضيتم به، فستسلمون كل محافظات الجنوب للجيش في صنعاء، ولن يبقى معكم سوى الأمن الداخلي، يحملون هراواتهم في شوارع المدن بلا سلاح؟

 

إذا وقّعتم على الحكم الذاتي، سيُرغمكم العالم، غصباً عنكم، على تسليم السلاح لوزارة الدفاع في صنعاء، وإذا رفضتم أصبحتم في نظر القانون الدولي متمردين.

 

من الذي يجرّكم إلى الحكم الذاتي بخبث ودون بصيرة؟

 

الحكم الذاتي يعني الحبس الأبدي لشعب ودولة الجنوب في إطار وحدة من نوع أشد دماراً من وحدة عفاش والبيض.

 

مشروعنا هو استعادة الدولة. لديكم سقف عالٍ، وتحاولون خفضه. من الذي يدفعكم بخبث إلى فخ الحكم الذاتي؟

 

العالم لن يتعامل معكم، بل مع المركز الرئيسي في صنعاء.

 

الثروات السيادية ستذهب من أمام أعينكم إلى صنعاء، وسيعطونكم الفتات.

 

الإيرادات ستذهب إلى صنعاء، ومن هناك يحددون كم سيعطونكم منها.

 

ثروات الأرض والبحر وما تحت الثرى ستذهب إلى المركز الرئيسي في صنعاء، وهي من تحدد لكم حاجتكم فقط.

 

من الذي يشجع على الحكم الذاتي، بغباء ذاتي أو بخبث من خارج الذات، دون أن يعرف أصحاب هذه الطروحات المصير المدمر الذي ينتظرهم؟

 

اعقلوا، ولا تخفضوا سقفكم العالي، فيضيق عليكم البيت، فلن تدخلوه إلا حبواً وزحفاً على البطون.

 

ما أشد قهر العقلاء من الحمقى.