حسن زيد الأمين العام لحزب الحق اليمني «الزيدي» الحليف والمقرب من جماعة أنصار الله «الحوثيين»، والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء تحدث في حوار صريح وشفاف لـــ( الوطن القطرية )عن مسارات مؤتمر الحوار الوطني ومآلاته، والجدل الذي يدور حول التمديد للرئيس هادي، كما تطرق إلى الوساطة القطرية في محافظة صعدة، والكثير من القضايا المتفرقة أثناء الحوار التالي:
حاوره / أحمد الصباحي:
* إلى أين يسير الحوار الوطني برأيك؟
- أولاً نحن مع فكرة الحوار أياً كانت، وهذا موقفنا منذ البداية رغم أننا أُقصينا من المشاركة في الحوار، وكان لنا رأي في ما يتعلق بتشكيل المؤتمر.
*ما هي رؤيتكم؟
- كنا نفضل ألا يتجاوز العدد، الـ51، أو ما دون المائة.
ما هي الإشكالية في زيادة العدد إلى قرابة 500 عضو؟
- العدد الكبير، جعلهم يتوسعون إلى متاهة مقصودة لاستهلاك الوقت.
*اختصار الحوار لكن البعض يقول إن تحجيم العدد سيتم إقصاء بعض الأطراف والقوى السياسية الكثيرة؟
- لا العكس، الآن هناك أطراف مثلت بـ 50 أو أكثر، مع أن هذه الأطراف تمثل موقفاً، وفي الأخير مؤتمر الحوار كله، تم اختصاره في 16 شخصاً، ولجنة التوفيق هي الأساس، لا يستطيع المتحاورون أن يتجاوزوا مكونات رئيسية مثل المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والحراك الجنوبي والحوثي والاشتراكي مثلا، وقد كان يفترض أن يمثل هؤلاء من شخص أو اثنين وكذلك بقية القوى المشاركة في العملية السياسية، وتشكل فرق مساعدة إن استدعى الأمر، وما حدث أن العدد الكبير للمتحاورين تطلب تنظيم لاستيعابهم فوسعت لجان الحوار وفتت القضايا، الآن هناك تعارض محتمل، هناك فرق عمل قدمت مقترحات، مثل فريق بناء الدولة، قد يحدث تعارض مع مخرجات الحقوق والحريات، وبهذا استهلكنا الوقت وأضعناه. وفي الأخير لجنة التوفيق والـ 16 هي التي ستحسمأغلب القضايا الأساس إن لم يكن كلها.
* لكن في النهاية سيتم جمع جميع مقترحات اللجان التسع والتصويت على الرؤى المتقاربة منها؟
- غير دقيق أنها متقاربة، ولو كانت كذلك لما أحتاج الأمر للجنة التوفيق والـ 16، نحن خلقنا مشكلة والآن نبحث عن حل لها، بينما في الأخير نتيجة الحوار توافق سياسي بين قوى ومكونات سياسية ومجتمعية محددة ومعروفة، وأهم الأطراف القضية الجنوبية، والسلطة، وبين حزب المؤتمر وحلفائه من جهه، والمشترك وشركائه من جهة أخرى، بين أنصار الله ودعاة الدولة المدنية والسلفيين في بعض القضايا، هذه المكونات الرئيسية.
* تفاوض سياسي بمعنى أن يحدث تفاوض سياسي بين القوى الكبيرة في المجتمع؟
- كان سيحدث توافق سياسي حول القضايا الرئيسية «شكل الدولة والنظام الانتخابي ونظام الحكم وضمانات تنفيذ مخرجات الحوار» وهي أهم القضايا، ولاتزال العقبة التي كان من المفترض أن تبحث في بداية الحوار.
*هناك حديث عن التفاوض السياسي بين القوى السياسية في البلد، دعا بعض القوى إلى انتقاد هذا التفاوض بحجة أن التفاوض سيحل قضايا الأحزاب الكبرى، وليس الشعب؟
- لو كانت هذه القوى الكبيرة قادرة على حل القضايا العالقة دون حوار ودون التفاف شعبي حول العملية السياسية لكنا سنتجنب تأجيل الانتخابات منذ عام 2008م، وكنا سنتجنب الثورة، المشكلة كانت ولاتزال أن كل طرف يبالغ في تقدير حجمه ومن ثم حدود تطلعاته، ومع هذا نظل نراهن على مخرجات الحوار التي للأسف لن تحظى منذ الآن بتأييد شعبي وجماهيري، لأن تفتيت قضايا الحوار وإطالة فترة الحوار صرف اهتمام الجماهير عنه، والناس لم يلمسوا– وهو طبيعي أن الحوار لا علاقة له بالقضايا الخدمية- لم يلمسوا تغيراً إيجابياً في حالتهم، بل ازدادت سوءًا، الأسعار ترتفع، الأمن يتدهور أكثر، الخدمات الذي كنا نباهي أن الحكومة حسنتها تدهورت، الناس لم يعودوا مهتمين، وهناك قضايا مطروحة الآن ككوابيس للجمهور، حتى أنا بدأت أشعر بالخوف والقلق نتيجة الروح التي تتحرك بها القوى السياسية في «موفنبيك» (مقر إقامة الحوار) لأنها ليست توافقية بل تفاوضية، مثلاً لو اتفقت القوى السياسية على الأقاليم، ما الذي يضمن لنا ألا ندخل في حروب أهلية حول حدود الأقاليم، حول الموارد، ما الذي يضمن ألا يقدم إقليم على قطع الطريق على الإقليم الآخر، بصراحة بدأت أشعر- نتيجة للروح التفكيكية السائدة- بقلق شديد.
*قلق من فكرة الأقاليم ما سر توجه الأحزاب والمكونات السياسية نحو الفيدرالية أو الأقاليم؟
- لأن السلطة لم تستطع أن تنفتح على الآخرين، وأن توزع الثورة، لا تزال الثروة في نظر الكل بيد السلطة، أو بيد من هو محسوب على السلطة، ومن ثم الناس سيظلون يتقاتلون على السلطة، أو يسعون إلى تفكيكها لكي يستطيعوا أن يحصلوا على مال ونفوذ من خلال تشكيل سلطاتهم الخاصة.
*السلطة.. بمعنى النظام الحاكم حالياً أم السابق؟
- النظام لم يتغير كثيراً، هو أجل الصراع الذي تحول إلى صراع مسلح، علي عبدالله صالح لا يزال فاعلاً، علي محسن الأحمر مستشار بدرجة نائب رئيس جمهورية، الرئيس مع أنه نُصح بأن ينفتح ويتحرك سياسياً وبدأ يتحرك مؤخراً، لكن آلية تواصله مع الناس ليست إيجابية، الفريق الذي يعمل معه علاقتهم الاجتماعية وعلاقتهم بمختلف الأقوى شبه منعدمة.
ومطروح الآن التمديد «إما بانتخابات صورية أو بإعلان دستوري» وتأجيل الانتخابات، ولو فرضنا أن القوى السياسية تحت ضغط التهديد بمجلس الأمن توافقوا على الانتخابات ولو بتأجيل أشهر، ما الذي يضمن أن يتم تنفيذ مخرجات الحوار فيما لو فاز طرف من الأطراف بها، لو تمت انتخابات وفاز حزب الإصلاح أو أعيد إنتاج النظام السابق «المؤتمر والإصلاح» لأن القوى السياسية باستثناء أنصار الله «الحوثيين» ليسوا مؤهلين للمشاركة المؤثرة في الانتخابات، ما الذي يضمن أن ينفذ ما قبل به على مضض؟!
*حركة الحوثي رقم كبير ما الذي يميز أنصار الله «الحوثيين» عن غيرهم حتى تقول هذا الحديث؟
- أصبحت حركة منظمة، بفعل التهديدات التي مروا بها سواء بالحروب أو استمرار التحريض ضدهم، وتوسيع قاعدتهم الشعبية من خلال التوصيف العرقي والطائفي باعتبارهم زيدية أو هاشميين أوجد لهم مساحة تمثيلية واسعة استطاعوا أن يصلوا إليها، أو أنها تصل إليهم.
*هل أفهم من كلامك أنهم أفضل مكون سياسي للحكم حالياً؟
- ليس للحكم، لكنهم رقم كبير، لا يزال الحكم بيد المؤتمر والإصلاح، ولا يمكن لقوى سياسية أخرى أن تنازعهم، بل يمكنهم أن ينفتحوا ويشاركوا الآخرين، لكن أنصار الله القوة الوحيدة خارج السلطة المنظمة والمؤثرين في الساحة، عندما تحسب الحراك في الجنوب لو فكر المشاركة في الانتخابات لن يحصل إلا على عدد قليل من أصوات الجنوبيين أنفسهم لأن الجنوب محرض ضد الانتخابات، الحزب الاشتراكي بالكاد يستعيد وجوده، لأنه منذ عام 94 والحرب عليه مستمرة، وكأنه كان أشبه بالحزب المحظور، والناصريون حتى لو زادت وقدرتهم لن يستطيعوا تجاوز خمس دوائر أو أكثر بقليل، حزب العدالة سيظل حزباً نخبوياً وهو خارج من رحم المؤتمر، والسلفيون «حزب الرشاد» لا يمثل السلفيين بالمجمل، لأنه لا يستطيع أن يقنع المدرسة السلفية التقليدية بالمشاركة في الانتخابات ولو شاركوا فستشتت أصواتهم لصالح المؤتمر الذي مازال بعضهم يدينون لزعيمه بالولاء، وبعضهم سيغيرون ولاءهم للرئيس هادي باعتباره ولي الأمر، القوى الأخرى تعيش أزماتها، نحن في حزب الحق تعرضنا للتفكيك وغيرنا كذلك، هذه خريطة القوى السياسية لو فرضنا أن الانتخابات أعادت السلطة من جديد ممثلة بالتقاسم ما بين المؤتمر والإصلاح مع نسبة غير مؤثرة لأنصار الله والقوى الأخرى، ما الذي يضمن أن المؤتمر والإصلاح سيلتزمون بتنفيذ مخرجات الحوار التي لم يتبنوها، ولهم موقف منها كالفيدرالية لأنهم مع النظام المركزي، وأنا معهم في هذا حتى نمتلك في اليمن مؤسسات مركزية قوية.
*لماذا؟
- تقسيم اليمن على أكثر من إقليمين مثلاً سيؤدي إلى تقاتل بين الأقاليم والأقاليم والسلطة المركزية في حال ضعف السلطة المركزية كما هو مشهود، «عملياً أنا أفضل إقليمين فقط إن كان ولابد من الأقاليم» ليس استجابة لمطالب الجنوب، ولكن على الأقل حدودها معروفة، لن يتقاتل الناس في ما بعد على حدود الأقاليم، لا يزال المؤتمر والإصلاح ونحن معه في ضرورة وجود أولاً دولة مركزية قوية، ثم توجد الأقاليم.
*الانفصال أفضل من الأقاليم مسألة الإقليمين، هناك مخاوف من الانفصال في ظلها؟
- الإقليمان، حتى لو قادانا إلى الانفصال أفضل، حتى لو كان هناك انفصال واقع مع شرعية بقاء اليمن وحركة اليمنيين في ما بينهم بغير عوائق، إذا توقف المد الجهوي القبيح الذي يمارس ضد الشماليين من المحافظات الجنوبية، على الأقل هو الأفضل من الاقتتال في ما بين الأقاليم المتعددة.
*في ظل عدم وجود جيش قوي وأمن مركزي قوي، سنشهد حروباً بين الأقاليم ومع المركز، ما لم نعمل على تقوية المؤسسات المركزية الجيش والأمن وإعادة هيبتهما التي تآكلت فنحن نجزئ اليمن بصورة أسوأ مما عاشته الصومال. هل من مخاوف أخرى غير الأقاليم؟
- هذه نموذج، هناك نموذج آخر، الآن أقرت الكوتة للنساء، الجناح السلفي والقبلي للتجمع اليمني للإصلاح عبر عن رفض الكوتة، السلفيون رفضوا أيضاً، التقليديون في تيارات أخرى رفضوا، ما الذي يضمن تنفيذ مخرجات الحوار في حال تمت الانتخابات وفاز بها حزب أو حزبان؟ أما أن يفرضا أجندتيهما إن توافقا أو يستمر الصراع والتنافس والحرب وتضيع مخرجات الحوار بينهما.
* ضمانات مخرجات الحوار إذن لا يوجد لدينا ضمانات لمخرجات الحوار الوطني؟
- ما الذي يضمن صياغة الدستور وفق ما سيتم التوافق عليه؟كيف نضمن أن ينجح الاستفتاء على الدستور إذا ظل التوافق موجوداً بالتهديد بالعقوبات الدولية؟، هل سينجح بالتزوير؟ لأن الانتخابات الرئاسية السابقة لم تكن تنافسية والإقبال عليها لم يكن كما صورناه، فقد تم تعبئة الصناديق في الريف بشكل كبير، كما كان يحدث أيام الرئيس علي عبدالله صالح، لذا علينا أن نقرأ احتمالات نتائج الانتخابات المقبلة بمصداقية وموضوعية كي لا نقع في الخطأ، أي طرف سياسي سيعترض على نتائج الاستفتاء على الدستور سيعطل شرعية الدستورية، أو سيشكك فيها، إذن نحن بحاجة من القوى السياسية التي تتحاور في «الموفنبيك» وفي الغرف المغلقة أن تستشعر مخاطر أنها ستعدم حتى أمنها الشخصي في ما لو استمر العبث بالوضع العام كما هو عليه، وعليهم أولاً أن يمارسوا الضغط على الرئيس هادي أن يؤدي وظائفه كاملة، وأن يتحرر من عزلته بفريق محصور لا خبرة له، على القوى السياسية أن تتجاوز في رؤيتها الجدل هو القضايا النظرية لتدرك ما بعد الفترة الحالية وتقدم حلولاً قابلة للتنفيذ وآمنة ومحدودة المخاطر.
*هادي بين فكي الأحزاب ما الذي جعل الرئيس ينحصر.. هل محاصرة الأحزاب له أم غياب الخبرة؟
- لأنه رئيس توافقي، لايزال علي محسن وعلي صالح يمثلان ضغطاً شديداً عليه، لا يزال علي سالم البيض وعلي ناصر يمثلان فوبيا، هذا بالإضافة إلى المسألة الأمنية، تصور نحن نصحنا أن تخرج القوات المسلحة من صنعاء، لكن تخرج وفق خطة إستراتيجية، ويكون هناك حرس رئاسي قوي قادر على حماية الرئيس وأمن العاصمة، لكن هذا لم يتحقق، حتى لو أخرجت القوات المسلحة ما الذي يخرج المليشيات داخل العاصمة؟ ما الذي يخرج حرس الرئيس السابق الذي يصل قوامه إلى ثلاثة آلاف مقاتل في قلب صنعاء، وأيضاً علي محسن قد يكون معه أضعافهم في السنينة وعصر وهمدان، الرئيس لا يزال محاصراً ما بين الثنية والسنينة.
*كيف يستطيع الخروج من هذه الكماشة؟
- كان ولايزال عليه أن يستغل حاجة الأطراف كلها له، ويصر على شروطه في إخراجهم كقوة ضاغطة عليه، وليس كما فعل تقوية بعضهم ضد الآخر.
*تقليم أظاهر صالح هناك اتهامات للرئيس بأنه قلم أظافر حزبه «المؤتمر الشعبي العام» وعلي عبدالله صالح؟
- أكيد، لأن السلطة كانت كلها بيد الرئيس السابق علي صالح وأي تغيير لن يكون إلا بالخصم من سلطته، وللأسف الرئيس اتهم أنه لم يستطع أن يكسب حتى الجنوبيين، اتهم بأنه اقتصر في تعيينه على أبناء قريته- أنا لا أعلم ولا أريد أن أثبت أو انفي ذلك- بل إن الإشاعات تقول إن هناك ما يقارب 100 عضو من أعضاء الحوار الوطني من أبين بلاد الرئيس، حتى الآن هناك اتهامات للرئيس بأنه أخر عودة المبعدين من أبناء المحافظات الجنوبية كي تظل المشاعر السلبية لأبناء الجنوب مشتعلة.
الإقليم والحوار الوطني الموقف الإقليمي للحوار الوطني، ودعمه للحوار من جهه والقول إن هناك ضغوطات على الحوار من جهة أخرى؟
- لا يوجد دعم إقليمي بل العكس، بنعمر دوره مع السفراء العشرة، لكن هذا ليس توجهاً دولياً داعماً، لا يوجد دلالات للتوجه الدولي من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وغيرها أمام اليمن، بدليل غياب الاهتمام الرئاسي سواء الأميركي أو الروسي أو الأوروبي، لم نسمع من الاهتمام الدولي إلا تصريحاً يتيماً عن الحرب في عمران ومخاطرها، وموقفاً من الاتحاد الأوروبي عن مشكلة زواج الصغيرات كاستجابة لأخبار وفيات الزواج المبكر، السعودية- باستثناء كلمة وزير الخارجية- أعتقد أنها على قطيعة مع الحكومة، رفضت استقبال رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة من قبل أكثر من سنة، لأن لها موقفاً من الإخوان المسلمين، زاد هذا الموقف تعقيداً نتيجة الانقلاب في مصر ودعم السعودية للانقلاب الشعبي المدعوم عسكرياً في مصر وردة الفعل الإعلامية من قبل وسائل الإعلام المحسوبة على الإخوان، ومن قبل بعض رموز الإخوان المسلمين على مال البترول الذي يدار من غرف الإنعاش كما قال بعضهم، وأيضاً الحملة الإعلامية من الإخوان على السعودية وعلى الإمارات ودول الخليج بشكل عام باستثناء قطر، الموقف الخليجي كان إلى حد ما داعماً وساعدنا في توقيع الاتفاقية المبادرة والآلية المزمنة ولكنه غاب الآن إلا من تصريحات الزياني.
* موقف خليجي غير واضح هل أفهم أنه لا يوجد موقف واضح من الحوار كداعم أو مساعد للتنفيذ؟
- الموقف في تصوري لن يتجاوز محاولة لمنع الانفجار في اليمن، الانفجار غير المنظم الذي قد يصيب دول الجوار بشظاياه، أما عدا ذلك، فإن بعض القوى في دول الخليج إذا تمكنت من تفكيك اليمن مع ضمان عدم وجود أثر سلبي عليها، فسترحب بالتفكيك، بل ستعمل عليه.
* ألا يؤثر تفكيك اليمن سلبياً على المملكة؟
- بالتأكيد يؤثر سلبياً، لكني أتكلم عن المنطق السائد في العلاقات البينية العربية، المحكومة بمن هو الذي يمثل المنطقة، تخيل تصريحاً واحداً لبشار الأسد في عام 2006 هو الذي غير موقف الملك عبدالله من سوريا، كان الملك عبدالله، أقوى حليف لسوريا في المنطقة كلها. نسبة نجاح المبادرة كنت من ضمن الموقعين على المبادرة..
*كم تعتقد أن نسبة ما تحقق من المبادرة؟
- الشيء الوحيد الذي تحقق هو وقف الاقتتال، غيرها جمدنا الأوضاع وزادت سوءاً.
*كل الأحزاب الموقعة على المبادرة؟
- البعض حقق مصالح شخصية، مثل الإصلاح والناصريين والاشتراكي كذلك.
*من يعرقل الحوار؟
- دائما المشترك يردد في وسائل إعلامه أن المؤتمر يسعى لعرقلة المبادرة الخليجية وعرقلة الحوار الوطني، والمشترك منذ أن بدأ الحوار لم يعقد إلا اجتماعاً واحداً.
*ما هي الأسباب، هل هناك خلافات داخلية؟
- انشغل أهم قادة المشترك أولاً بلجنة التواصل، ثم اللجنة الفنية وبدأ الخلاف حول التعيينات خصوصاً في وزارة المالية.
*هل يسقط المشترك بسبب المحاصصة في الوظائف؟
- للأسف لم نقر مبدأ المحاصصة، ولم نلتزم أيضاً بمعايير في التدوير الوظيفي.
*من هو الطرف الذي تجد أنه أقصى الطرف الآخر داخل المشترك؟
- نحن مقصيون، ابتداء من تشكيل الحكومة، والبعث فرض عليهم وزيراً لم يختاروه هم، واتحاد القوى حصل على مقعد في الحكومة، ثلاثة أحزاب أُقصيت تماماً.
لصالح من؟
- لصالح الناصري والاشتراكي وشخصيات محسوبة على علي محسن وحميد الأحمر في المجلس الوطني.
*ثلاثة أحزاب في المشترك هل أصبح المشترك مكوناً من ثلاثة أحزاب؟
- علمياً تحول إلى ثلاثة أحزاب، خصوصاً بعد تشكيل اللجنة الفنية للحوار الوطني، وكانت الاجتماعات بين أمناء عموم الأحزاب الثلاثة، الناصري والاشتراكي والإصلاح، وبعدها انقطعت الصلة بينهم إلا في حواراتهم في «موفنبيك» واللقاء مع الأستاذ باسندوة باعتباره رئيس المجلس الوطني ورئيس الوزراء.
*فشلنا في عقد أكثر من اجتماع للمجلس الأعلى، وكذلك الهينة التنفيذية للمجلس الأعلى توقفت اجتماعاتها. هل يشهد المشترك تطوراً جديداً في الأيام المقبلة كانسحاب أحزاب، وانضمام أحزاب أخرى؟
- لا يوجد مبرر للانسحابات ولا يمكن في مثل هذه الحالة الحديث عن انضمامات.
*مواقف قطر في اليمن كيف تقرأ مواقف قطر في اليمن، في وساطة صعدة، وثورة الشباب، ودعم المبادرة الخليجية؟
- كانت مواقف قطر منفتحة إلى حد ما على قوى كثيرة.
* هل وعدت بشيء ولم تحققه؟
- بصراحة هي لم تعدنا حتى تتخلف عن الوفاء.
*ما هي الإشكالية التي حدثت في الوساطة القطرية وأنت أحد الوسطاء؟
- لم أكن وسيطاً وليست لي علاقة بالوساطة، الرئيس علي عبدالله صالح يتحمل المسؤولية لأنه أساء للوساطة القطرية، بتحريض من أصدقاء قطر الآن، فهم دفعوه إلى الإساءة لقطر.
*هل يمكن أن تعاد الوساطة وإعمار صعدة؟
- الذي أفهمه أن الحوثيين، خاصة السيد عبدالملك الحوثي منفتح كثيراً تجاه الكل، ولم يصدر منهم أي موقف سلبي ضد قطر، بل مازالوا يعبرون عن امتنانهم للموقف القطري آنذاك، وهم الآن انفتحوا على السعودية رغم أنهم دخلوا معها في حرب قاسية جداً، ولم يشترطوا أن يعاد إعمار صعدة، السيد عبدالملك منفتح لو جاء أي طرف باستثناء السفير الأميركي والإسرائيلي لا يوجد عنده أي إشكالية.
* تقارب سعودي حوثي قبل أيام سمعنا أن هناك لقاء مع السفير السعودي، من أجل الاتفاق على حماية الحدود؟
- لا، الدور الذي تقوم به جماعة الحوثي، في حماية الحدود سواء باتفاقية أو غير اتفاقية هي تقوم به آلياً، نتيجة صراعها مع مهربي الأسلحة والمخدرات، لأنهم يمثلون خطراً على الأمن والأمن بيد الحوثي في صعدة، الخطوة الإيجابية قد تكون من المملكة نتيجة خصومتها الشديدة التي وصلت إلى أقصاها مع الإخوان المسلمين.
من كان صاحب المبادرة في هذا اللقاء؟
- المبادرة كانت قديمة، والإخوة أنصار الله كانوا منفتحين منذ بداية الحروب، لأنهم يعلمون أن السعودية موجودة وهي دولة تحمي الحرمين الشريفين كما رددوا في أدبياتهم.
*إعلام الحوثي قاسٍ جداً على المملكة؟
- للأسف الإعلام الذي يأتي من بيروت قد لا يعبر بالضرورة عن ترجمة دقيقة لتوجهات السيد عبدالملك الحوثي، وأنصار الله ليسوا جماعة حزبية منظمة ومن ثم مازال الذي ينتمي إليهم يحكمه الحماس العام للتوجهات العامة، من ينتمي لهم قد يكون له موقف من المملكة لكنه ليس موقفاً سياسياً بتوجيه من قيادة أنصار الله وإنما معبر عن تعبئتهم الشخصية، باختصار شديد لا توجد سياسة إعلامية واضحة للسيد الحوثي يعبر عنها المنتمون إليه، بل بعضهم يزايد على مواقفه، السيد عبدالملك لم يصدر منه في حق المملكة حتى في أثناء الحرب إلا تلميح بسيط، وتظل الجماعة معبراً عنها بدرجة أساسية بما يصدر من السيد عبدالملك ومحمد عبدالسلام وما يصدر من المكتب الإعلامي والمجلس السياسي كبيانات.
* هل من رسالة أخيرة؟
- أحيي قطر على مساعدتها القديمة والحالية، أنا اسمع أن هناك مشاريع إنسانية تنفذها قطر ومن حيث المبدأ أنا أشكر أي مساعدة تقدم، وأتمنى لقطر أن تستعيد مرونتها بالتعامل مع كل الأطياف والقوى السياسية، ونحن نشكر الدور القطري في اليمن، ونشكر الحكومة القطرية على دورها في الوساطة حول صعده، كما نعبر عن شكرنا للشعب القطري.