بكاء وصياح الإعلاميين اليمنيين… من الشتم إلى الاستجداء

2025-12-13 07:08

 

في مشهد يثير الدهشة ويكشف عمق التناقض في الخطاب الإعلامي اليمني، نشهد اليوم موجة من البكاء والصياح والأنين من قبل بعض الصحفيين والكتّاب والإعلاميين اليمنيين. أولئك الذين كانوا بالأمس القريب يهاجمون المملكة العربية السعودية بأقسى العبارات، ويصفونها بأبشع الأوصاف، ويتهمونها بما ليس فيها.

واليوم نراهم يتوددون إليها، ويستعطفونها، ويستجدونها علنًا كي تُدين المجلس الانتقالي الجنوبي وتعارض خطواته في حضرموت والمهرة.

 

هذا التحول المفاجئ في المواقف لا يمكن تفسيره إلا من زاوية واحدة، وهي المصالح السياسية الضيقة، وتغيّر الأجندات التي يتحركون وفقها، وغياب المبدأ والثبات في الخطاب.

 

بالأمس كانوا أعداء

لطالما اعتبر بعض الإعلاميين اليمنيين أن المملكة هي الخصم الأول، بل حمّلوها ما لا تحتمله. كان خطابهم مليئًا بالكراهية والتجريح، دون مراعاة للدور الكبير الذي قامت به المملكة في دعم اليمن سياسيًا وإنسانيًا وتنمويًا.

 

واليوم أصبحوا يستجدون دعمها

بمجرد أن تحرك المجلس الانتقالي لترتيب البيت الجنوبي وإعادة الأمن وفرض الاستقرار في حضرموت والمهرة، تغيّر المشهد كليًا.

بدأ البعض يطالب المملكة بإدانة الانتقالي، وبدأ آخرون يستعطفون السفارات والهيئات الدولية، وتحول الخطاب من الشتائم إلى التضرعات.

 

وكأنهم لا يدركون أن المملكة تقرأ الأحداث بعيون سياسية دقيقة، وتعلم حقيقة الوضع على الأرض، وتعرف أن الجنوبيين يتحركون لحماية أرضهم وضمان أمنهم واستقرارهم.

 

التناقض ليس جديدًا لكنه اليوم فاضح

هذه الفئة من الإعلاميين لم تكن يومًا تملك مشروعًا وطنيًا حقيقيًا ولا رؤية ثابتة، بل كانت أداة تُستخدم بحسب الحاجة. وعندما تتبدل الظروف تتبدل لهجتهم، وحين يشعرون أن الأرض تهتز تحت أقدامهم يبحثون عن مظلة يختبئون تحتها، حتى لو كانت المظلة ذاتها التي شتموها بالأمس.

 

المجلس الانتقالي يتقدم بثبات

بينما ينشغل أولئك بالاستجداء، يمضي الجنوب بثقة نحو استكمال مشروعه الوطني، وينطلق من حضرموت والمهرة لترسيخ الأمن وترتيب البيت الداخلي وبناء مؤسسات الدولة القادمة. والمملكة، وكل من يراقب بإنصاف، يعرف تمامًا أن الجنوبيين لا يسعون إلى الفوضى، بل إلى استعادة الدولة وبناء الاستقرار الإقليمي.

 

خاتمة

التاريخ لن يرحم المتناقضين، ولن يغفر للذين جعلوا من أقلامهم سلعة رخيصة. أما الجنوب فإنه يعرف طريقه جيدًا، ويعرف أن الأصوات المرتجفة لا يمكن أن توقف مسيرة شعب قرر أن يستعيد حريته وكرامته.