#قسمة_ضيزى
أصابهم الجنون، وباتوا يصرخون من كل مكان، ويودّ بعضهم لو يسحقونا إن استطاعوا.
نشعر بالشفقة عليهم، ونظن أن وضعهم بات صعباً، وينتظرهم مصير مجهول، فقد خسروا صنعاء، واليوم على وشك أن يفقدوا عدن والجنوب كله.
من السخرية أنهم يساوموننا على حقنا في أرضنا، فهم لا يملكون دولة، بينما يملكون الرئاسة وينعمون بالسلطة والإعاشة والصرف، ونحن نتفرج عليهم ونمصمص شفاهنا.
تخيّلوا أن رشاد العليمي رئيس بلا أرض ولا شعب، حتى تعز ليست معه، ولا يمثل إلا ابنه «أبو شركة جنة» والقطاع خمسة، وابنته «أم الروتي والفاصولية»، والـمدام «ألفت الدبعي»، والسكارى والمشردين في بقاع العالم من أصحاب الإعاشة.
ونوابه من اليمن لا يمثلون سوى خمسة في المئة تقريباً من المناطق المحررة.
فالعرادة يسيطر على مجمع وشارعين في مأرب، وطارق عفاش يبسط على بقعة في المخا، ومجلي «صعدة» نائب بلا أرض ولا شعب.
يقاسموننا الوزارات ويستحوذون على معظم السفارات والمناصب الدبلوماسية والوظائف المهمة، وأكثر من تسعين في المئة منهم مهاجرون مترفون تصرف عليهم الشرعية من لحم ودم الجنوبيين المسجونين في الداخل.
اثنتان وعشرون محافظة، والمحرر منها ثماني محافظات كلها جنوبية، بينما محافظات اليمن المحرر منها طربال ومجمع وبقعة والمجلي.
ما يفطر القلوب أن لكل محافظة يمنية محافظين اثنين: أحدهما حوثي والآخر محسوب على الشرعية، ويتعاملون معهم كالمحافظات المحررة، ويخصصون لهم ميزانية سلطة محلية كاملة وامتيازات ووكلاء ومدراء دون أي وجود فعلي.
تعداد سكان اليمن نحو ثلاثين مليون نسمة يعيشون على دولتين فعلياً: دولة الحوثي في صنعاء، ويشاركون ستة ملايين جنوبي في دولة الشرعية في عدن، وكل ذلك لم يعفِنا من شر بعضهم.
إذا كانت الحقيقة مؤلمة لهم، فالفاتورة التي دفعناها ونواصل دفعها باهظة.
لن يكرهونا على القسمة الضيزى بعد اليوم، وإن زمروا في مزامير شياطينهم واشتكونا إلى كل العالم.
ياسر محمد الأعسم
عدن – 2025/12/11