في ظل الأزمة الحالية في حضرموت لا يدري بشؤونها إلا أهلها، ولذلك فضبط الخطاب وتجنب العبارات التحريضية التي تزيد الانقسام، والتركيز على الحوار البنّاء والعمل معًا لبناء مستقبل جنوبي يخدم الجميع، هو الطريق الأسلم. ففي حضرموت عمق جنوبي واسع لا ينكره إلا من يريد شرًا بها، وأهلها قادرون على إدارة خلافاتهم بكرامة، وسيقف معهم كل من يدعم السلم والاستقرار.
وجد البعض في الأزمة الطارئة فرصة للنيل من القضية الجنوبية، بينما أهل حضرموت أدرى بشؤونهم وإدارة خلافاتهم وتبايناتهم، ولا يحتاجون لخطابات أو تغريدات تحريضية تشعل التوتر باستخدام عبارات تصعيدية بدلًا من قيمة النقاش التي يتصف بها أهل حضرموت.
أما القول إن الجيش الجنوبي من الضالع ويافع وردفان فعبارات مستهلكة؛ فالنخبة الحضرمية من أبناء حضرموت، ودفاع شبوة من أهل شبوة، والأحزمة الأمنية من أبناء محافظاتها، والعمالقة من مختلف محافظات الجنوب. إنما يروج البعض لتلك العبارات للإساءة وخلق شروخ مجتمعية، دون تركيز على الفعل نفسه ودون تقديم دليل على اتهاماتهم، ما يضعف مصداقيتهم. ويركزون على العشائرية في الجنوب دون أن يكتبوا بالحدة نفسها عن عشائريات الجمهورية العربية اليمنية وطائفيتها، على أمل تعميق الانقسامات التي جُرّبت منذ عام 94 ولم تحقق لهم شيئًا.
لن يفيد حضرموت الخطاب التحريضي ولن يحل اختناقاتها. ما تحتاجه هو اجتماع طارئ لقياداتها يضع حلولًا تشاركية واقتصادية واجتماعية. فصمود أهل حضرموت لن يكون بنهج العنف، بل بالحفاظ على السلم المجتمعي، فهو الركيزة الأهم لأمن حضرموت واستقرارها وتنميتها.
28 نوفمبر 2025م