عبدالفتاح اسماعيل قدم إلى عدن حافيا وأصبح حاكما لها
شبوة برس – خاص
كتب محرر "شبوة برس" أن تاريخ مدينة عدن والجنوب العربي مع المهاجرين اليمنيين من أبناء الحجرية في تعز يمثل صفحة من الجحود والنكران، بعد أن احتضنتهم عدن وفتحت لهم أبواب الحياة والرزق والتعليم، فكان جزاؤها التآمر والمكر السياسي الذي نال من هويتها وكيانها الوطني.
قال المحرر إن عدن، المدينة المتحضرة والمتسامحة، استقبلت الآلاف من أبناء الحجرية الذين فروا من الجهل والفقر والأمية في قراهم، ومنحتهم فرص التعليم والعمل والتجارة، حتى أصبح كثير منهم من كبار التجار وأصحاب الثروات، مثل مجموعة هائل سعيد أنعم، وأولاد ثابت، كمثال، وغيرهم ممن كونوا ثرواتهم من خير عدن وأمنها ونظامها.
أوضح أن عدن لم تميز يوماً بين أبنائها والمهاجرين إليها، فصارت موئلاً للجميع، واحتضنت أبناء تعز في مدارسها وشوارعها وأسواقها ومؤسساتها، حتى بلغ بعضهم أعلى المراتب في الدولة الجنوبية نفسها، إذ ترأس ابن الحجرية "عبدالفتاح إسماعيل" دولة الجنوب الماركسية لسنوات، فيما تولى "محسن الشرجبي" وزارة أمن الدولة، على النهج السوفييتي والألماني الشرقي، وكان مسؤولاً عن حملات القتل والسحل والسجن والإخفاء التي طالت عشرات الآلاف من أبناء الجنوب.
وأشار محرر "شبوة برس" إلى أن ما حدث لاحقاً من تآمر على الجنوب، تحت شعارات قومية ووحدوية، كشف كيف جرى استغلال كرم عدن وحضارتها لتقويض كيانها الوطني وإلحاقها بمشاريع يمنية أيديولوجية، حملت أبناء الحجرية إلى السلطة والسلاح، وجعلت من الجنوب ساحة تجارب دموية بدلاً من أن يكون شريكاً نداً في المنطقة.
واختتم المحرر بأن التاريخ لا ينسى أن عدن كانت هي التي أنقذت أبناء الحجرية من حياة البؤس، وأن من الواجب الأخلاقي قبل السياسي أن يُقال بوضوح إن ما جرى كان خيانة لإحسان الجنوب وعدالته وإنسانيته.