 
                
"شبوة برس – خاص وادي حضرموت
لم تكن أحداث سحيل شبام في خريف عام 1973 مجرد صفحة عابرة من تاريخ حضرموت، بل جرحًا مفتوحًا في ذاكرة الجنوب لا يمكن طمسه بالتصوير والابتسامات أمام بيوت القتلة. في تلك الانتفاضات، قاد "أحمد عبيد بن دغر"، أحد رموز الإجرام والقتل والسحل في تنظيم الجبهة القومية، ومعه مجموعات من أتباعه، عمليات قتل وسحل راح ضحيتها عدد من السادة ال العيدروس وآل طالب وآل كثير، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المنطقة.
محرر "شبوة برس" يذّكر بعض الحمقى الحضارم ممن يحملون شعب الجنوب العربي جرائم السحل والقتل التي حصلت 1973 وبطلها ومجرمها معروف لديهم.. اليوم، نذّكهم وبعد مرور عقود على تلك المأساة، يطل بن دغر بوجه سياسي متجدد، ويتقاطر إليه بعض المتباكين على حضرموت من دعاة الصنعمة ويقبلون رأسه وكتفيه ويطلبون مشورته ومباركته بل يسعون بفخر لالتقاط الصور التذكارية، وكأنهم يكرّمون قاتلًا لا يُحاسب.
أولئك الذين يرفعون شعارات الانعزالية ويتحدثون عن ما يسمونه "دولة صنعموت"، يحاولون قلب الحقائق باتهام الجنوب والجنوبيين بجرائم ارتكبها حضارم كانوا ينفذون أجندات الحزب الاشتراكي اليمني آنذاك.
من جهته قال البروفيسور عبدالله مبارك الغيثي في تغريدة رصدها محرر "شبوة برس": "المجازر والاغتيالات التي حصلت في حضرموت أثناء حكم الحزب الاشتراكي ارتكبها حضارم، وما يزال بعض المشاركين فيها أحياء يشغلون مناصب في حكومة الشرعية أو يعيشون على رواتب بالدولار منها".
بين ضحايا الأمس ومجرمي اليوم، يبقى الجنوب شاهدًا على ذاكرة لا تموت، وعلى حقيقة أن العدالة المؤجلة لا تعني النسيان، وأن دماء الأبرياء لا تُمحى بابتسامة أمام عدسة كاميرا.