الجنوب في ميزان المصالح: مبررات الشراكة والانسحاب

2025-09-18 09:08

 

في ظل التحديات المصيرية التي تواجهها القضية الجنوبية، وبعد مرور خمس سنوات على الشراكة التي جمعت بين المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة الشرعية اليمنية، يزداد الإلحاح على ضرورة قيام المجلس الانتقالي، بقيادة عيدروس الزبيدي، بتقديم مبررات واضحة ومقنعة للشعب الجنوبي، توضح سبب تمسكه بهذه الشراكة التي يرفضها الشعب منذ اليوم الاول للتوقبع عليها، ولم يجني منها سوى الخيبات والعثرات ومريدا من الازمات.

 

فالأمر لا يحتمل التأخير ولا المواربة؛ إذ إن الشعب الجنوبي يستحق أن يعرف الحقائق كاملة، وأن يدرك الأسباب الحقيقية وراء استمرار هذه الشراكة التي لم تحقق أي منجز يستحق الذكر، لا في الجنوب ولا في الشمال. بل على العكس، فقد تسببت  في تفاقم الأزمات وتدمير الشعبين، مع التركيز وخاصة الشعب الجنوبي وقضيته.

 

وبكل صراحة ووضوح، لا يوجد اليوم، أي سبب منطقي، ولا أي جدوى عملية، تبرر استمرار هذه الشراكة بين الطرفين. وبالنسبة للجنوب، فلم تكن هذه الشراكة يوماً في صالحه. لا من الناحية السياسية، ولا من الناحية الاقتصادية، ولا من الناحية العسكرية. والأدهى من ذلك، أن المجلس الانتقالي قدّم نفسه، وعلى نحو متعمد وغريب م، كطرف ضعيف في هذه الشراكة، على الرغم من أنه ليس بحاجة إليها، وعلى الرغم من أنه، على أرض الواقع،هو الطرف الأقوى من كل الجوانب، والذي يفترض أن يكون صاحب القرار الأول والاخير فيها.

 

إن انتفاء المصالح الحقيقية، وغياب أي تقدم ملموس، لهذه الشراكة يفترض أن ينهيها بشكل تلقائي كما أن الانتهاكات المتكررة من جانب الشرعية لمبادئ وأسس هذه الشراكة، فضلاً عن انعدام الجدوى منها، يمنح المجلس الانتقالي كل المبررات والدوافع المنطقية والقانونية للانسحاب منها وإلغائها بشكل كامل، ودون أي تردد أو تأخير.

 

كما إن الغموض الذي يكتنف الأسباب والأهداف الإيجابية الواضحة، بالنسبة للجهات الخارجية التي تفرض هذه الشراكة على المجلس الانتقالي الجنوبي، يثير تساؤلات عميقة. فهل الهدف غير المعلن من وراء هذه الشراكة هو تركيع الشعب الجنوبي وإرغامه على التخلي عن حقه المشروع في الاستقلال واستعادة دولته؟ وهذا هو السؤال المحوري الذي يجب على المجلس الانتقالي أن يواجهه بصدق وشفافية، وأن يقدم إجابات شافية للشعب الجنوبي، الذي يطالب اليوم بمعرفة الحقيقة كاملة. فالشعب يدرك جيداً أن الوضوح والشفافية هما السبيل الأمثل لتحقيق أهدافه الوطنية.