عندما تمتلك القرار الصائب ويكون بإستطاعتك تنفيذه ، لا تنتظر الأمر من الخارج مهما كانت حاجتك لدعمه لأنه في النهاية سيقدم مصلحته على مصلحتك .. وقد قرأنا في تاريخ الثورات أن الارتهان للخارج فشل وأن عدم امتلاك القرار يضعك في المكان الخطأ ، وأن الزامك بشراكة لست مقتنع بها ولا تخدم توجهك مهزلة .
بين مصطلحي - الإنقلاب - والتصحيح .. تباينت آراء مؤيدي ومعارضي قرارات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التي أصدرها بتعيينات جديدة في هيكل مايسمى (السلطة الشرعية) ، لأنه في الأساس فإن جميع من عينهم وكلاء أو نواب لمسئولي " الشرعية " سوا كانوا وزراء أو محافظين .
وبين الإنقلاب والتصحيح ستشهد الساحة السياسية تجاذبات واتهامات وسيدخل التحالف (السعودية والإمارات) في هذه المعمعة لحلحلتها مثلما عمل بعد إعلان الإدارة الذاتية للجنوب .
- لماذا التعيينات في هذا الوقت بالذات؟ :
التوقيت بحد ذاته بحاجة إلى تفسير ، ومن خلال ماحصل فإن امتلاك القرار سيقرر نجاحه أو فشله ! إذا كان المجلس الانتقالي قادر على إصدار القرار وتنفيذه فقد امتلك القرار خاصة وإن التعيينات داخل (الشرعية) وتعتبر امتداد لها .
لماذا في هذا الوقت ؟
أعتقد أن الانتقالي ضاق ذرعا بشراكة فرضت عليه في وضع كان لابد له قبولها .. وعندما بلغ السيل الزبى وحاول الجميع الإلتفاف على قضية الجنوب وتهميشها لابد من أحداث زلزال يعيد ترتيب احجار الشطرنج إلى أماكنها الصحيحة .
- هل يستطيع الانتقالي تنفيذ القرارات ؟ :
يتوقف هذا على قوة المجلس على الأرض واستطاعته فرض أمر واقع إذا لزم الأمر وهذا يعتمد على دعم القاعدة الشعبية في الجنوب التي شابها شيء من الخمول بسبب تصرفات بعض قياديي الانتقالي ممن جعلوا قضية الجنوب مطية لمصالحهم الشخصية .. عموماً التعيين نفسه جزء من ال (الشرعية) بحكم الشراكة وشغل منصب نائب رئيس مجلس القيادة !! .
لكن هناك جزئية قد لا يعير البعض لها اهتمامه وهي سرعة تسليم واستلام في هيئة الأراضي دون حضور الرئيس المستقيل (سالم ثابت !! ) .. لماذا لم يحضر في الصورة الجماعية التي ضمت الرئيس الجديد والمقالين بقرار بن ثابت والشلة كلها ؟؟؟؟؟
- الإنقلاب داخل الانتقالي ام خارجه؟:
استقالة الاستاذ سالم ثابت بعد أن رفضت قراراته تعتبر إنقلاب عليه داخل الانتقالي ! لكنها للأسف تعتبر (ردة) وانتكاسة لما كنا نأمل من تصحيح وضع خطأ ومحاربة فساد فاحت ريحته واستيلاء ونهب أراضي الدولة ومتنفسات عدن .
سرعة الاستلام وضعت علامات سؤال مهمة تدل على إنتصار الفساد على النزاهة .. وتعتبر استمرار للإنقلاب الداخلي .
وبحكم عدم معرفتنا بالرئيس الجديد لهيئة الأراضي والمساحة لا نقول فيه شي حتى نرى أفعاله .. فإن حارب الفساد واقال الفاسدين سنشهد له بالنزاهة وإن أنضم إلى الشلة فعلى عدن السلام ، لكن الإحتفال من قبل المقالين بقرارات سالم ثابت بالقيادة الجديدة تبعث برسائل سيئة مفادها أن التخلص من سالم ثابت أمر لابد منه لكي لا يكشف الغطاء عن فضائح هيئة الأراضي ، وإن الفساد انتصر .