أكاذيب المطوّع والقائد الثوري

2025-08-16 12:41

 

التناقضات والادعاءات الفارغة

أمام مسجد يوعظني صباحا ومساء بالصبر على الابتلاء والزهد وطاعة ولي الأمر، بينما العطر الذي يرتديه ذلك الإمام من أثمن الماركات يُشترى بالعملة الأجنبية، هناك قائد سياسي يلقي كلمة احتفالية بيوم الشباب، ومعظم الشباب الذين يستمعون إليه عاطلون عن العمل.

 

وهناك قائد ثوري يملأ المكان خطابات رنانة، قائلًا إن ثروة الملح تكفينا لنعيش أحرارًا، لكن الواقع يظهر أن هذه الخطابات لا تترجم إلى أفعال ملموسة تحسن حياة الناس. وعندما نفتح المذياع أو التلفون أو شاشة التلفزيون، نسمع الكثير من الكلام ولكن لا نرى نتائج حقيقية على الأرض.

 

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على تفكير الناس، حيث تقودها عناصر التفاهة والسذاجة، مما يجعل من أراذل الناس قادة رأي وأبطال مجتمع. في مثل هذه الأجواء، يجد العاقل نفسه حائرًا، ويصبح من يملك الحلم والرأي السديد غريبًا، محبطًا وفقد الإرادة.

 

هذه التناقضات تثير الكثير من الأسئلة حول مصداقية رجال الدين والقادة وجدوى الخطابات التي تُلقى دون أفعال تُتبع. يبدو أن هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم الأولويات والسياسات المتبعة، ووضع خطط عملية تعالج القضايا الحقيقية التي تواجه الناس، بدلاً من الاكتفاء بالكلمات الرنانة والوعظ دون تطبيق.

 

المجتمعات تحتاج إلى قيادات حكيمة ومؤثرة، تقود الناس بفعالية وتوجيه حقيقي، بعيدًا عن التناقضات والادعاءات الفارغة.

 

*- د. صبري عفيف العلوي