عن إدارة الوقت وهيكلة الانتقالي ووجود جبهة نضال جنوبية موحدة

2025-07-12 12:43
عن إدارة الوقت وهيكلة الانتقالي ووجود جبهة نضال جنوبية موحدة
عن إدارة الوقت وهيكلة الانتقالي ووجود جبهة نضال جنوبية موحدة

 

*- شبوة برس - صالح شائف 

يتوقف نجاح أي مشروع وطني أو قضية كبرى - كقضية الجنوب الوطنية - وإلى حد كبير وحاسم على وجود القيادات الوطنية المخلصة؛ والتي تتمتع بالعقل السياسي اليقظ والمتيقنة من صواب وموضوعية خططها وبرامجها التكتيكية والإستراتيجية التي تعتمد على رؤية وطنية شاملة؛ والضامنة والمطمئنة لأدواتها وآلياتها العملية المنفذة؛ وما يستلزمه ذلك بالضرورة من إدارتها المثلى والفعالة للوقت وبكفاءة وذكاء؛ وبما يجنبها إضاعة الفرص المتاحة مهما كانت صغيرة أو محدودة.

 

فهنا بالضبط تتحقق وتتراكم النجاحات التي تعبد الطريق مهما كان شاقا وصعبا وبأقل الخسائر للوصول للأهداف الوطنية الكبرى؛ فالزمن يمنح الوقت بشكل عادل ومنصف بين الجميع؛ ويخسر من لا يستثمر الوقت ويديره بحكمة ومسؤولية.

 

فالوقت المتاح لكل إنسان هو 24 ساعة في اليوم؛ غير أن حصيلة الفعل والعطاء تختلف من شخص لآخر؛ فالنتائج المثمرة لا يحصل عليها إلا من كان مثابرا وحريصا على إستغلال الوقت وبأقصى ما لديه من قدرات متاحة؛ وبالتالي فهو يحقق ما كان قد وضعه نصب عينيه ووصوله للنتيجة المرضية لجهده المبذول في هذا الميدان العملي أو ذاك؛ على تنوع وتعدد مجالات المهن والتخصصات والإهتمامات الشخصية للأفراد.

 

*الوقت سلاح حاسم في صراع الإرادات والمشاريع السياسية*

 

غير أن الحديث عن الوقت وإستثماره وإستغلاله بصورة مثلى من قبل الهيئات والمؤسسات والكيانات الوطنية والأحزاب السياسية مختلف تماما؛ اكان ذلك من حيث ساحات وميادين الفعل؛ أو من حيث الأدوات والمسارات والنتائج؛ فالأمر هنا يتعلق بالرؤى والبرامج والمشاريع السياسية؛ وبالتنافس والصراع الذي يحتدم بين مختلف القوى والأطراف على ساحة المشهد الوطني والسياسي العام.

 

وبالتالي فإن تطبيق تلك الرؤى والبرامج وتحقيق الأهداف التي تضمنتها؛ يتعلق مصيرها بمدى قدرة هذا الطرف أو ذاك من القوى والكيانات؛ على حشد كل الطاقات وتوظيفها بمهارة في إطار الفعل الواعي والمنظم والمدرك بوعي لطبيعة الظروف التي يتحرك فيها؛ وعلى القدرة والمعرفة اللازمة بالخطط والتحركات التي تستهدف وجوده وأهدافه وإفشال المشروع الذي يتبناه هذا أو ذاك من الأطراف المتصارعة.

 

وهذا ما ينبغي على المجلس الانتقالي الجنوبي إدراكه بعمق أكبر وبيقظة عالية وإستثنائية؛ فهو العدو الرئيسي والمستهدف الأول على الساحة الجنوبية ومن أكثر من طرف؛ وفي المقدمة منها ثلاثي الشر والعدوان والتآمر - الحوثة والإخونج وبقايا أنصار الوحدة أو الموت - بكونه الكيان الوطني الأكبر والأكثر حضورا وتأثيرا على ساحة الجنوب الوطنية؛ ويمثل بدوره المتميز وبثباته الوطني الرافعة الوطنية والتاريخية لقضية الشعب الجنوبي في هذه المرحلة من تاريخ كفاح شعبنا الوطني؛ رغم كل المآخذ والملاحظات السلبية على أدائه وبعض سياساته خلال الفترة الماضية.

 

ولعله من المفيد والواجب هنا كذلك؛ أن نذكر القيادات المعنية بالانتقالي إلى ما كنا قد أشرنا إليه في موضوعات سابقة؛ وتتعلق بتغلب الأداء ( الوظيفي ) والطابع ( الروتيني ) الذي يسود عمل وأنشطة مختلف الهيئات والدوائر والمؤسسات والمراكز؛ التي تشكل بمجموعها كامل هيكلية المجلس مع إستثناءات محدودة.

 

وهذا ما حول المجلس إلى أن يكون أشبه بجهاز ( بيروقراطي )؛ وهو ما يتعارض تماما مع كونه كيانا وطنيا وسياسيا مكافحا؛ وهي الصفة التي تفرض على كل من ينتسب إليه أن يكون مناضلا وبكل ما تتطلبه هذه الصفة من سلوك القدوة المشرف ومن صبر وتضحيات؛ لا موظفا ينتظر راتبه نهاية كل شهر؛ حتى وإن حمل البعض صفة ( قيادي ).

 

*هيكلة الانتقالي الثالثة وأهميتها لتأسيس جبهة نضال جنوبية موحدة*

 

إننا نأمل أن يكون الحديث عن الهيكلة الثالثة المرتقبة جديا وحاسما وشاملا وبأسرع وقت ممكن، وبما يجعل من التطوير والتصحيح والتصويب للوضع القائم وحيث ما يتطلب الأمر ذلك؛ فسيكون هذا بكل تأكيد تحولا وطنيا وتاريخيا في مسيرة الانتقالي؛ وستمنحه قوة دفع جديدة تمكنه من أداء دوره بحيوية عالية؛ وسيستعيد ثقة وتفاعل حاضنته الشعبية وبقوة أكبر.

 

فبمثل هذه الخطوات سيصبح المجلس الانتقالي أكثر قوة وتماسكا وفعالية؛ إن أحسن التدابير والإجراءت وبحسم وشجاعة وطنية ودون تردد؛ وستتعاظم قدراته على مواجهة التحديات والمخاطر ومواصلة مسيرته الوطنية بجدارة وثبات؛ وعلى قاعدة الشراكة الوطنية الشاملة؛ وبما يعزز ويوحد الصف الوطني الجنوبي في إطار جبهة نضال جنوبية عريضة؛ بكونها صمام الأمان الأول لمشروع الجنوب الوطني؛ - وقد سبق لنا التأكيد على هذا الأمر في مرات سابقة - فهي الضمانة الأكيدة لجهة استعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة.