‏أبرز ما أنتجته الحرب الأخيرة: أنه لا قيمة للتفاوض والقيمة الحقيقية للسلاح والحرب

2025-06-26 22:28
‏أبرز ما أنتجته الحرب الأخيرة: أنه لا قيمة للتفاوض والقيمة الحقيقية للسلاح والحرب
شبوه برس - خـاص - القاهرة

 

*- شبوة برس – السفير سامح عسكر

دبلوماسيا: التفاوض هو وسيلة لصنع السلام أو التواصل الإنساني والفكري، يعني هو قيمة بشرية لا غنى عنها للاعتراف بالآخر، لكن الذي حدث من هجوم إسرائيلي أمريكي على إيران، في عز تفاوضهم يعني أن التفاوض عمليا لم يحم الإيرانيين، ولذا لم يعد الإيرانيون بحاجة إليه مستقبلا..

 

سيشهد العالم صلابة إيرانية وتعنت أكثر من سابقه، وتصعيد نووي متدرج بدأ اليوم بتصديق مجلس صيانة الدستور على قرار البرلمان بمنع التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، ومعها قرارات مرتقبة بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.

 

ليس لإسرائيل والولايات المتحدة علاج ما حدث، فقد استقدموا التصعيد الإيراني بادعاءهم تدمير المشروع للإيرانيين، وبالتالي أي حركة منهم أو تصعيد عسكري بأي نوع هو (تكذيب للادعاء السابق) يستوجب المحاكمة الداخلية بتهمة التضليل والخداع، وهو ما يخشى منه ترامب ونتنياهو الفترة المقبلة، الذي قد تصبح هذه الحرب وما تلاها من دعاوى تضليل وخداع فرصة لإسقاطهم ومحاكمتهم قضائيا،

 

توجد مؤشرات على قرب حدوث ذلك، حيث ينتفض الأمريكيون حاليا باتهامات ضد ترامب بالتضليل والخداع، بينما الإعلام الموالي له لا يصمد أمام الحقائق التي تتكشف يوميا بأن المشروع النووي الإيراني كما هو لم يُمس، وأن إيران ستعود لممارسة أنشطتها النووية مرة أخرى ولكن هذه المرة بعيدة عن الرقابة، ولها كامل الحجة في ذلك بدعوى أن منع رقابة وتفتيش الوكالة هو نتيجة للعدوان الأجنبي عليها بمساعدة الوكالة وفي عز حملات التفتيش التي صارت متهمة بالتجسس ضد الأمن القومي الإيراني.

 

إيران من جانبها مستفيدة بالوضع الحالي

حيث أنها جمعت في الماضي بين التفاوض والقوة العسكرية، فلو لم تتفاوض لكان لأمريكا حجة بأن الهجوم هو لغياب التفاوض، بينما الإيرانيون وظفوا ضرباتهم العسكرية في الضغط على شروط العدو، وهو ما حققوه بالفعل بطلب إسرائيل وقف الحرب وتوسلها لذلك بعد اليوم العاشر..

 

الفترة المقبلة ستشهد تصعيدا كلاميا وتهديدات، لكن عمليا صارت إسرائيل أضعف من القيام بهجوم ضد إيران مرة أخرى، خصوصا بعد تثبوت ضعف دفاعاتها الجوية، وأي حسابات هجومية أخرى ستراعي ثلاثة عوامل:

 

الأول: غياب القدرة الدفاعية التي وفقا لبعض الإحصائيات كانت نسبة التصديات الإسرائيلية للصواريخ الإيرانية أقل من 50%

 

الثاني: إضعاف شبكات التجسس الإسرائيلية والغربية داخل إيران، بعد الضربات الأمنية والشعبية الواسعة التي لا تزال نشطة حتى هذه اللحظة، بينما إسرائيل كانت تعتمد في جزء كبير من هجومها على حركة ومعلومات تلك الشبكات.

 

الثالث: طول أمد الحرب وخوف الإسرائيليين من دخول معركة استنزاف طويلة مع إيران، في وقت تفتقد فيه إسرائيل مقومات صمود كافية لسنوات من الحرب مع عدو قوي، وتأثير ذلك على أمن ونسيج المجتمع الاستيطاني في الداخل، وحدوث موجات هجرة عكسية تقضي على حلم دولة إسرائيل الكبرى المنتظرة..