عار يُروى حينما تصبح الخيانة موقفًا يُتباهى به
*- شبوة برس – خاص
خرج علينا علي ناصر محمد، وكأنما أنقذ أمة من الهلاك، ليقول بفخر لا يخلو من غرور:
"أنا من منعت انضمام الجنوب إلى مجلس التعاون الخليجي."
قالها لا على سبيل الاعتراف بالذنب، بل وكأنها بطولة تُسجّل في سجل الأمجاد. والحقيقة أنها كانت واحدة من أسوأ القرارات السياسية التي جرّت الجنوب إلى عزلة طويلة، وحرمت شعبه من فرصة تاريخية للانفتاح والاستقرار والشراكة الإقليمية.
ما قاله ليس مجرد تصريح عابر، بل تلخيص لفكرٍ سياسي ظلّ أسير الحسابات الصغيرة والرغبات الشخصية، حتى لو كان الثمن وطنًا بأكمله.
إنه رجل لفظه التاريخ، فعاد يتسكّع على هوامشه، يفتّش في دفاتر الماضي عن لحظة إنجاز... فلا يجد سوى الخيبة. يحوّل العار إلى ذكرى، والفشل إلى حكاية يرويها متباهياً، كمن يصنع من الخذلان سردية بطولية.
لم يكن القرار سوى خيانة مكتملة الأركان، لا يملك من يبررها اليوم سوى التمسك بما تبقى من وهم الزعامة، فيما الواقع يتجاوزه والتاريخ يدينه، والشعب… لن يغفر
*- المحرر السياسي لـ “شبوة برس”