المحامي بدر باسنيد يسأل: من هم هؤلاء؟

2018-04-02 10:14

 

قبل منتصف ليل الجمعة، 30 مارس، 2018م تناقلت محافظة عدن خبر وفاة المحامي بدر سالمين عمر باسنيد، وخيم الحزن على كل الأرجاء، وسجلت بورصة منظمات المجتمع المدني في عدن انتكاسة بوفاة أحد فرسانها.

 

المحامي بدر باسنيد من مواليد حافة الشريف بكريتر (عدن ) في 25 مارس 1943م، ونشأ وترعرع فيها بدءاً من معلامة الفقي الزغير ومروراً بمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية وانتهاء بمدرسة القديس يوسف العالية، ومن زملاء الدراسة: خالد حريري، نديم بغدادي، عمر بافقيه، خليل طه خليل، روفائيل، أحد أولاد سوفي، صائغ الذهب اليهودي المشهور.

 

كانت الفترة منذ 1961 إلى 1965م فترة حافلة شملت عمله في مجال التدرس وتأسيس نقابة المعلمين في إطار النقابات الست وتأسيس الاتحاد الشعبي الديمقراطي.

 

ومثلت أسرة باسنيد حضوراً نوعياً كبيراً فهناك مبرز باسنيد الكريتري العريق، وهناك صحيفة “المستقبل” التي كان يرأس تحريرها عائض باسنيد (شقيقه الأكبر).

 

غادر بدر باسنيد ولاية عدن في يوليو 1965 إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة القانون وعاد منها بدرجة التخرج (ماجستير) بامتياز عام 1970 وعمل قاضيا جزئياً من عام 1972م ثم عمل في مكتب الادعاء العام حتى 26 يونيو 1978م، حيث اعتقل في سجن الأمن السياسي بعد استشهاد سالمين وأطلق سراحة في 7 أغسطس 1979، وقدم استقالته ليتفرغ لعمل المحاماة اعتبارا من يوليو 1980. ولمزيد من التفاصيل (يرجى مراجعة ماكتبته عنه في سلسلة رجال في ذاكرة التاريخ، صحيفة «الأيام» 28 مارس 2004م).

 

المحامي بدر باسنيد يسأل: من هم هؤلاء؟

نشرت صحيفة «الأيام» في عددها الصادر يوم 28 أغسطس 2007م موضوعاً موسوماً: "من هم هؤلاء؟" للمحامي بدر باسنيد، وكان محور الموضوع زميله المحامي محمد محمود ناصر، أطال الله عمره ومتعه بالصحة وأبناؤه والاعتداء الذي تعرضوا له وبررت السلطات الإجراء القمعي السياسي بأن طماشا استخدم في حفل زواج أحد أبناء المحامي محمد محمود.

 

كان المحامي بدر بحسب موضوعه بأنه سمع مع آخرين بالخبر في القاهرة.. لم يصدقوا الخبر الذي نزل عليهم كالصاعقة، وأن مثل هذا السلوك الهمجي المتخلف والحاقد الذي لن يتوقف عند حد لأن الهدف منه بحسب باسنيد: "إهانة الناس وإخضاعهم وإسكات أصواتهم.. وبالتحديد أصوات المطالبة بالحقوق التي أصبحت موضوع صوت الجنوبيين.. هذه الحقوق التي تنهب جهارا نهارا تحت كلمات (الوحدة) وهي براء و (الوحدة الوطنية) ولا علاقة لها بالأمر و (السلام الاجتماعي) وهذا هو الآخر الذي يعيق تحققه فساد ونهب وطغيان ومواطنة غير متساوية.

 

يمضي باسنيد : جريمة ضرب أبناء المحامي محمد محمود ناصر الآن هي صورة من صور طبيعة سلوك همجي يعتبره السادة تطبيقا للقانون ودفاعاً عن (الوحدة)”.

 

أصبح واضحاً أن الفاعل الحقيقي هم من يقفون في الصفوف الأولى، هم (فلاسفة نظام الحكم)، هم الذين يصفون الجنوبيين بالانفصاليين، و.... دعوني أقولها أكثر شدة هم الذين يعتبرون الجنوبيين (فئة ناقصة).. فئة يتوجب (دمجها) كما أصبح يتردد..

 

في مجلس العزاء الذي أقيم في نقابة المحامين بكريتر سمعت أكثر من صوت يطالب الزميل محمد هشام، مدير تحرير الصحيفة بإعادة طباعة أعمال بدر باسنيد في كتاب، وأتمنى ذلك لأن كتاباته تشكل مرجعاً لكل باحث في القضية الجنوبية.

*- الأيام