الحلقة الأخيرة من كتاب : اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي

2017-02-15 16:37
الحلقة الأخيرة من كتاب : اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي

صورة للمسيرات العمالية والفلاحية التي حشدتها الجبهة القومية للإستيلاء على الأملاك الزراعية والعقارية للمواطنين

شبوه برس - خاص - عدن

 

السير همقري تريفيليان آخر مندوب سامي بريطاني في عدن يرفع قبعته

تحية لآخر سرب جوي مروحي بريطاني يغادر عدن يوم 29 نوفمبر 1967م

 

 

اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي تأليف: محمد حسن عوبلي رئيس الدولة الاتحادية ووزير المعارف سابقا

 

عرض وتلخيص د.علوي عمر بن فريد الحلقة (19)

 

تداعيات معركة الوديعة:

إزاء الهزيمة المنكرة الخاطفة التي منيت بها حكومة الجبهة القومية في "الوديعة" من قبل المملكة العربية السعودية .. لزمت "الجبهة القومية" الصمت المطبق..واتجهت لقمع الاضطرابات في عدن وحضرموت.. ولكن العاهل السعودي الملك فيصل بن عبدالعزيز أمر قواته بالوقوف عند حدودها في وقت كانت الجبهة القومية على وشك الانهيار .. وانتقمت القومية من شعب عدن وحضرموت!!

 

وتعلم قواد الجبهة القومية والمستشارون العسكريون من روسيا وبلغاريا أول درس لهم على أيدي القوات السعودية.. فلم يعودوا إلى أي مغامرة أخرى..!!

ووالت حكومة الجبهة القومية تهديداتها نحو جارتها الأخرى.. سلطنة عمان.. وأرسلت قوات إرهابية إلى ظفار..!

 

الأزمة الاقتصادية تجتاح الجنوب العربي:

وفي عهد الهالك سالم ربيع علي عام 1972م خرجت المظاهرات من قبل أنصار الجبهة القومية تطال بتخفيض الرواتب وتأميم كل منشآت القطاع الخاص حتى قوارب الصيد!!

نتيجة لجهل الجبهة القومية بشؤون الإدارة والحكم.. اضطربت الميزانية الحكومية.. فعمدت إلى تخفيض كافة مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين بنسبة 33%، كما تخلصت من عدد من الموظفين الأكفاء.. وبلغت المعيشة أسوأ حالاتها.. ولم يجرؤ أحد على الاعتراض!!

 

وحاولت الجبهة القومية معالجة الأمور.. وصادرت الأموال وأممت الشركات الكبرى.. ولكنها لم تستطع إدارتها.. وعجزت وزارة التصدير والاستيراد عن سد حاجات البلاد.. وفقدت البلاد الغذاء والكساء والدواء.. واختفت السلع من الأسواق .. ثم قامت بوضع مشروع الإصلاح الزراعي.. وتوزيع الأراضي ودافع مالكوا الأراضي عن أملاكهم ببسالة.. وهاجمتهم قوات الجبهة القومية.. ونتيجة لكل هذه السياسات الخاطئة والسياسية الاجتماعية والتعليمية الانحرافية وتعميم الشيوعية والالحاد والتعرض لرجال الدين والزج بهم في السجون.. وتحولت إلى اغتيالات في عهد سيء الذكر سالم ربيع علي.. طالت الرموز الدينية وفرسان القبائل .. وتفجرت الحركات المسلحة في حضرموت والعوالق العليا..

 

الجبهة القومية نهاية النهاية:

قتلت الجبهة القومية حرية الأفراد والجماعات.. وحرية الفكر والمبدأ.. وحلت مكانها حرية من نوع آخر دخيلة على شعبنا.. حرية الاستهتار بالقيم والمثل العليا.. والتهجم على الدين!!

هذه الحرية أن تفعل ما تشاء.. وتتصرف في الأرض والعرض كما تصور لهم نزواتهم هذه هي الحرية للجبهة القومية..حرية الإلحاد..حريتها على الظلم والظلام وعلى الكفر والإلحاد .. شعارات براقة زائفة استهوت الشباب في البداية ولبست لهم جلد النمر.. فاذا الشعب هو الفريسة!!

 

ان بريطانيا التي سلمتها الجبهة القومية الحكم ليست مبادئ بل حكومة مصالح..

وهذه المصالح تتغير من وقت لآخر ومن ظرف لظرف بحكم تغير الأحوال الداخلية فيها والسياسة الخارجية في العالم !!

رب قائل يقول إن بريطانيا بوصفها الدولة الثانية في ميثاق حلف الأطلسي لن تسمح بسياسة تضع عدن وإمكانياتها العسكرية الهائلة وموقعها الاستراتيجي الممتاز في قبضة موسكو وبكين..هذا صحيح إلى حد ما.. إذا كان الأمر يتعلق بحكومة المحافظين، فقد كانت ستأخذ بعين الاعتبار هذه هي الحقيقة في الاستراتيجية الدولية وعدم طعن حلفائها من الخلف.. ولكن حكومة العمال اليسارية لم تكن كذلك.. لقد كانت متضامنة فكريا وعقائديا مع الاخطبوط الشيوعي الدولي الذي يهدف إلى الالتفاف حول العالم الحر.. وإن كانت وسائل حكومة العمال البريطانية اليسارية مختلفة بعض الشيء ولكنها في جوهرها لا تخرج عن المخطط الشيوعي العام!!

(وبهذا انتهى الكتاب)

 

*- للإطلاع على الحلقة الثامنة عشرة : اضغــــــــط هنــــا