استقالة قحطان الشعبي وإعدام فيصل عبداللطيف والعدوان على مركز الوديعة (الحلقة 18)

2017-02-12 06:59
استقالة قحطان الشعبي وإعدام فيصل عبداللطيف والعدوان على مركز الوديعة (الحلقة 18)

الرئيس قحطان الشعبي والعقيد حسين عثمان عشال قائد الجيش

شبوه برس - خاص - عدن

استقالة قحطان الشعبي وإعدام فيصل عبداللطيف والعدوان على مركز الوديعة (الحلقة 18)

 

اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي تأليف: محمد حسن عوبلي

رئيس الدولة الاتحادية ووزير المعارف سابقا الحلقة (18)

 

عرض وتلخيص: د.علوي عمر بن فريد

 

الانقلاب على قحطان الشعبي:

تآمر الجناح اليساري على قحطان الشعبي من جديد.. وكان قحطان اذا غضب من زملائه يقدم استقالته ولكنه لم يكن يقصد بها الجد، وفي احدى الجلسات أوعز إليه أنه اذا قدم استقالته فسيرفضها الجيش ويقبض على عبد الفتاح إسماعيل وعصابته.. وعندما هم بالذهاب إلى الإذاعة أقنعه أحد وزرائه أن يسجل استقالته على شريط يذاع لاحقا !!

 

وبالفعل سجل الشريط وأرسل للإذاعة وأذيع في يوم 22 يونيو 1969م .. وحينذاك حضر من الجيش حامد مدرم وصالح باقيس من الفدائيين مع دبابتين وبعض الجنود لتطويق الاذاعة !!!

وأذيع البيان بصوت قحطان من الإذاعة، وأعلن المذيع ان الاستقالة قد قبلت من اللجنة القيادية ومن الجيش معا وأن حكومة قحطان قد سقطت وأعلن عن تشكيل حكومة جديدة!!

وواصل المذيع اذاعة برقيات التهاني من شتى ألوية الجيش ورؤساء المحافظات..وكانت كلها مزورة.. وذهبت فرقة صغيرة للقبض على قحطان الشعبي الذي كان مشدوها بما حصل..!!

وألقت القبض عليه ولم يجد صراخه كمؤسس للجبهة القومية..ثم طلب منهم عدم ايذائه.. وطلب منهم ان يقدموا له اليمين على ذلك.. فأجابوه بسخرية لاذاعة انهم سيقدمون له "اليسار"!!

واعتقل كل وزرائه بما فيهم رئيس الوزراء فيصل الشعبي ولم يقبض على الوزراء اليساريين!!.

وهرب العقيد حسين عثمان عشال قائد الجيش وغيره من القادة إلى قراهم عند حدوث الانقلاب وهرب البعض منهم إلى اليمن!!

 

اليساريون في الحكم:

تولى اليساريون الحكم..وكان الدماغ المفكر لهم الإرهابي السفاح عبد الفتاح اسماعيل علي الجوفي.. فشكلوا مجلس رئاسة على رأسه سالم ربيع بوصفه أقل الأعضاء أهمية وخطرا..وأسندت رئاسة الوزراء إلى محمد علي هيثم.. وبدأت مرحلة الحكم الشيوعي في الجنوب.

 

إعدام فيصل الشعيبي:

اعتقل فيصل عبداللطيف الشعبي من قبل كل من: وزير الداخليه محمد صالح مطيع وهو من (يافع العليا) ورئيس الاستخبارات العسكرية محسن الشرجبي وهو (يمني الأصل) وقد استاء فيصل من استجوابه بتلك الطريقة فحاول تحقير محسن الشرجبي..فما كان من الأخير إلا أن أخرج مسدسه وأطلق النار على فيصل الشعبي فخر قتيلا..!!

وأعلن في الإذاعة ان المذكور قد قتل أثناء محاولة فراره من السجن!!

 

وكان عبد الفتاح اسماعيل في موسكو والواقع أنه كان على علم بما سيحدث..لأن محسن الشرجبي رئيس الاستخبارات العامة لا يزال يعتبر الرجل الثاني في عدن بعد عبد الفتاح اسماعيل، وفي وسع الرجلين معا اذا ماشاءا ذلك ان يبعدا الحكومة بأكملها بما في ذلك مجلس الرئاسة!!

 

إعدام رئيس المحكمة العليا:

قام علي عبد العليم رئيس محكمة أمن الدولة العليا بإصدار عدة أحكام بالإعدام على أشخاص.. وقبض عليه عندما جاء دوره بعد الانقلاب..وتم اعدامه مع محافظ حضرموت سالم علي الكندي!!

وبدأت ((الكلبة تأكل أبنائها..عفوا الثورة تأكل أبنائها))!!

 

اعتقال أنور خالد:

أما أنور خالد وهو من الأقطاب البارزين في  الجبهة القومية .. وكان مرشحا ليكون سفيرها في الصين فقد اعتقل بتهمة إيواء علي عبد العليم في منزله!!

 

باذيب يدخل الوزارة:

دخل في الوزارة الجديدة عبدالله عبد الرزاق باذيب كوزير للتربية والتعليم تحت ضغط الحكومة السوفياتيه التي رفضت تقديم أي معونه إلا إذا دخل باذيب الوزارة وليقاوم نشاط حكومة الصين!!

وبدأ أعماله بتدريس المقررات الشيوعية في عدن والولايات الغربية وحضرموت..وطلب عشرات الأساتذة من السوفييت للتدريس العالي.

 

العدوان على الأراضي السعودية:

وفجأة وبلا مبررات قامت حكومة الجبهة القومية بعدوان صريح في تاريخ 26/11/1969م من قبل اللواء ثلاثين بقيادة علي عوض شلال الكازمي واحتلت قواته مخفر "الوديعة" السعودي الذي يبعد عن الجنوب العربي 75 كيلومترا..فاحتلته وكانت فيه حامية صغيرة.. وقد خطط للعدوان خبراء وضباط سوفييت من قاعدة "عتق" العسكرية، وكان هدف العدوان سياسيا وهو اجبار الحكومة السعودية على الدخول في مفاوضات أو شكوى أمام مجلس الأمن.. وهكذا تحصل حكومة الجبهة القومية على نوع من الاعتراف الضمني!!

 

ولكن حكومة الجبهة القومية ارتكبت خطأ فادحا.. لقد كانت تجهل القوة العسكرية الهائلة للحكومة السعودية وتولى سلاح الجو الملكي السعودي الرد على العدوان فتمكن من دحر القوات البرية مما اضطر القائد العام لجيش الجبهة القومية ورئيس أركانه إلى الفرار إلى قاعدة "عتق" وتركا اللواء العشرين واللواء ثلاثين ليموتا جوعا وعطشا في الصحراء..!!!

وقتل القائد شلال الكازمي في الميدان وفر الضباط والجنود من المعركة إلى العبر!!

 

وللحديث بقية وإلى اللقاء في الحلقة (19)

 

*- للإطلاع على الحلقة السابعة عشرة : أضغــــــــط هنــــا

 

اللواء محمد أحمد بن موقع العولقي وكوكبة من خيرة ضباط جيش الجنوب العرب

تم طردهم من الخدمة العسكرية من قبل عصابات الجبهة القومية