الحق ليس وثيقة تُورّث، بل شعلة تُنتزع من أعماق الظلام، كما يُنتزع اللهب من الصخور".
إلى متى نُغلف الحقيقة بأقنعة الزيفِ المصطنعة؟
وإلى متى نظل واقفين على هامش الصمت، نراقب مشهد الانهيار يُعرض علينا بلغة الدم، وتُعاد فصوله بانكسار لا ينتهي؟
عدن، الجوهرة الجنوبية، ما زالت لآلئ الفكر كامنة في أعماقها، تحمل بين طيّاتها إشارات فجر لم يولد بعد، وكأن عقارب الساعة توقفت عند لحظة الحزن المعلّق.
حضرموت والمهرة، تقف أشجار الحكمة شامخة كنخيلها، تتطلع إلى من يقطف ثمارها الناضجة المعلقة بين وعدٍ لم يتحقق وخذلانٍ لم يُنسَ.
وهناك في صحارى شبوة، واحات من العقول ما زالت تنتظر عدلاً يرويها، بعد أن طالها الجفاف.
أما في جبال أبين ويافع والضالع، إرادة متجذّرة، مختزنة في الصخور، كجمرٍ صامت يتهيأ لانبعاث الثورة.
وفي بساتين لحج، تنبض بذور الأمل تحت التراب مع نباتات الفل، تنتظر من يحررها من رماد الخيبة.
آن الأوان لتمزيق أغلفة المجاملة التي تحجب عنا وجه الحقيقة،
لنفتح صفحات ذاكرة وتاريخ الأجداد، نسترجع من خلالها جذورنا التي نُهبت مع كل موجة غزو يمني.
"الحق ليس وثيقة تُورّث، بل شعلة تُنتزع من أعماق الظلم، كما يُنتزع اللهب من الصخور".
د. حسين لقور بن عيدان