أحببنا الحضارم قبل أن يكون عندهم نفط

2025-04-17 09:34

 

أول فقرة في منشوري أوجهه للإخوة الشماليين...

أنتم لم تحبوا حضرموت والحضارم بل أحببتم النفط، بينما نحن أحببناهم جيلا بعد جيل ومنذ مئات السنين قبل أن يكون عندهم نفط..

أحببناهم منذ أن ذهبت يافع لنصرة حضرموت من غطرسة الهادي وسكنت في وديانها وشعابها ، سكنت يافع في مدنها وقراها وجاءوا مع يافع من كل ألوان الطيف الجنوبي عندما أعلن سلطان يافع الحرب ضد الغزو الزيدي لم يكم جنوده من يافع وحدها بل من الضالع وردفان والصبيحة وتحالف سلطان يافع مع السلطان الفضلي وسلطان بيحان والواحدي وسيروا الجيوش لتطهير حضرموت ساحلا وواديا..

 

أحببنا حضرموت والحضارم من زمن أجدادنا الأوئل ، إختلطت دمائنا بدمائهم.. صاهرناهم وصاهرونا جاورناهم وجاورونا أكلنا معهم على مائدة واحدة ، لم نفضل أنفسنا عليهم ولم يفضلوا أنفسهم علينا حضرنا أفراحهم وحضروا أفراحنا ، شاركناهم أحزانهم وشاركونا أحزاننا ، عشقنا بحرهم وبرهم ومدنهم وقراهم وسهولهم ووديانهم وعشقوا مدننا وقرانا بحرنا وبرنا سهولنا وودياننا...

 

 ستجد في حضرموت اليافعي واللحجي والأبيني والشبواني يعملون معهم يجاورونهم يشاركونهم التجارة والفلاحة..

وستجد الحضرمي سيدا في عدن وتاجرا في يافع وموجها في أبين وشيخا في شبوة..

 

أحببناهم في مدارسنا لسموا أخلاقهم ورفعة شأنهم وحسن سريرتهم وصفاء قلوبهم ..

وأحببونا في مدارسهم فلم يفرقوا بين حضرمي  ووافد إليهم من عاش معهم كأنما عاش بين أسرته ،بل أكثر من ذلك أيادي الحضارم البيضاء لم تكل من تقديم العون والرعاية لمن وفد إلى مدنهم وقراهم فلم نشعر أننا بينهم غرباء بل شعرنا أن حضرموت بيتنا الثاني والحضارم إخوتا لم تلدهم أمهاتنا..

 

سيل ضخم من المجندين الحضارم بل هم الغالبية العظمى في الجيش الجنوبي تعاملنا معهم أكثر من إخوة وكانوا في الريادة ضباطا وقادة وجنودا في الوفاء لم نجد أوفى منهم.

وفي العمل لم نجد أنشط منهم وفي التدريب القتالي والتأهيل العلمي لم نجد أذكى منهم..

 

سامرنا الحضارم في حفلاتهم وغنينا معهم أغاني المحضار وأبو بكر سالم بلفقية وكرامة مرسال وبن شامخ ومحمد جمعة خان ، اعتصرت قلوبنا وأفئدتنا وتنمقت في أسماعنا أشعارهم وطربهم وإيقاعهم رقصنا معهم رقصة الوادي والساحل لم نشاء أن نترك الفن والثقافة والطرب الحضرمي كلما هممنا بالمغادرة عدنا شوقا وذوقا وسامرناهم حتى الفجر..

ولايوجد مكان في الأرض أجمل ولا أحلى ذوقا ولا أبلغ عشقا من سمر الحضارم إلا عند الحضارم ..

 

سامرونا وعاشوا معنا الليالي الملاح وطربوا معنا على أغاني القمندان وفضل محمد اللحجي ومحمد صالح عزاني والميسري وأحمد قاسم  ومحمد سعد عبدالله والمرشدي غنوا معنا باللون اللحجي واليافعي ودلتا أبين واللون البدوي وماكنا نفترق من سمرنا إلا عند الفجر ونظل مشتاقين لنلتقي بهم في يوم آخر...

 

المدرس الحضرمي البارع درّس طلابنا في كل مكان ولم نعتبره غريب عنا ، يحضر موائدنا ومقايلنا وكنا نعشق اللهجة الحضرمية حتى الثمالة فهي مصدر غني للأدب والشعر والطرب..

 

أيها الإخوة الشماليون هذا ما أحببناه وعشقناه في حضرموت والحضارم قبل ظهور النفط..

فماذا أحببتم في حضرموت والحضارم غير النفط..