عيد بلا لحوم.. الغلاء يجبر أهالي عدن على البحث عن بدائل أرخص

عيد بلا لحوم.. الغلاء يجبر أهالي عدن على البحث عن بدائل أرخص

> علاء أحمد بدر:

"الأيام" تستطلع أوضاع سوق اللحوم في العاصمة عدن مع قرب حلول عيد الفطر المبارك

ارتفاع قياسي في أسعار اللحوم بعدن يحرم المواطنين من موائد العيد

200 % ارتفاع في أسعار اللحوم بعدن مقارنة بـ 2021.. من يوقف جشع التجار؟

> تشهد أسواق العاصمة عدن ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار اللحوم، مما يشكل عبئًا إضافيًا على كاهل المواطنين، خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك. وبالمقارنة مع العام 2021م، ارتفعت الأسعار بنسبة 200 %، ليصبح الكيلو الواحد من اللحم الغنمي المحلي بـ 24 ألف ريال، وهو ما يوازي تقريبًا راتب المتقاعد الشهري البالغ 27 ألف ريال.

ومع هذا الغلاء، يواجه أهالي عدن واقعًا صعبًا، حيث اضطر كثيرون إلى الاستغناء عن شراء اللحوم، فيما لجأ البعض إلى بدائل أرخص مثل الدواجن. وفي ظل هذه الأزمة، تتعالى الأصوات المطالبة بوضع تسعيرة رسمية عادلة للحد من المضاربة السعرية، وسط دعوات للسلطات المحلية لتحمل مسؤولياتها في ضبط الأسواق، وحماية المواطنين من الاستغلال التجاري.

يستعرض هذا التقرير أبعاد الأزمة، وأسباب ارتفاع الأسعار، ومدى تأثير ذلك على حياة المواطنين في عدن خلال موسم الأعياد، مع تسليط الضوء على دور الجهات المختصة في تنظيم السوق وضبط الأسعار.

وتعالت الشكاوى لـ "الأيام" من ارتفاع أسعار اللحوم في أسواق العاصمة عدن، مناديًة السلطات المحلية القيام بواجبها في كبح جماح التجار مراعاةً للظروف الصعبة التي يمر بها المواطنون.

وعند قيام "الأيام" بزيارة عدد من محلات بيع اللحم تبيَّـن لها أن الأسعار تضاعفت مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، ولكل ملحمة سعرها الذي فرضته على زبائنها.

ففي مديرية المنصورة هناك من يبيع الكيلو لحم الضان بـ 22 ألف ريال، وفي ذات المديرية محل ثانٍ يبيع كيلو لحم الماعز بـ 24 ألف ريال.

أحد المواطنين في منطقة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان لم يجرؤ على الشراء كون مرتبه الشهري ستين ألف ريال والذي يعتبر سعر الكيلو ربع راتبه الشهري، ولكنه عندما علم أن الكيلو اللحم الغنمي بـ 22 ألف ريال عزف عن فكرة الشراء تمامًا، ليلجأ إلى شراء دجاجة مثلجة لكي يتناولها هو وأسرته في أول يوم بعيد الفطر، حتى أن أحد المتقاعدين العسكريين والذين يتحصلون على راتب تقاعدي مقداره 27 ألف ريال أكد أنه وأسرته لم يتناولوا اللحم في طعامهم منذ عيد الأضحى الماضي.

من جانبه قال لـ "الأيام" المطلع على شؤون الأسواق والمدير العام السابق للمؤسسة العامة للمسالخ وأسواق اللحوم في العاصمة عدن أحمد المريسي،"إن هناك عدد من العوامل التي تقف وراء هذا الارتفاع المتصاعد لأسعار اللحوم من أهمها ارتفاع سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية"، مضيفًا أن المئة الألف الريال باتت اليوم لا تساوي قيمة ماعز صغير بينما قبل عشر سنوات من اليوم كان المواطن يستطيع شراء خروف كبير ممتلئ باللحم بهذا السعر.

وأوضح المريسي أن المؤسسة ليست من صلاحياتها فرض تسعيرة بيع اللحوم أو مراقبتها، مشيرًا إلى أن هذا من مهام مكتب وزارة الصناعة والتجارة في العاصمة عدن وفروعها في المديريات.

وبيَّـن أحمد المريسي أن المؤسسة العامة لأسواق اللحوم أنشأت في عهد الرئيس الجنوبي الأسبق أحمد سالم بيع علي وكانت مهامها كبيرة ومن أبرزها استيراد المواشي من الخارج، وبعد عام 1994م تم إلحاقها بالمؤسسة الاقتصادية العسكرية، وصدر قرار جمهوري بإنشاء المؤسسة العامة للمسالخ وأسواق اللحوم وباتت مهامها محدودة استنادًا إلى قانون إنشائها.

وتابع المدير السابق لمؤسسة المسالخ أن المؤسسة لا تستطيع قانونًا تقييد مالكي المواشي بقائمة أسعار أقل من التكلفة كونهم استوردوها من محافظات أبين شبوة أو لحج أو منطقة الصبيحة لبيعها هنا في العاصمة عدن، وقد خسروا الكثير سواءً في العناية بقطيع الأغنام التي يمتلكونها أو تلك التي جلبوها من المحافظات المجاورة، موضحًا أن أهم تلك المخاسير هي الضرائب والواجبات ورواتب العمالة والماء والكهرباء وإيجار المحلات، وغيرها.

ولفت المطلع على شؤون الأسواق إلى أن عددًا من التجار يقومون باستيراد المواشي من دولة الصومال والتي تتمتع بأغنام ذات جودة عالية، متحدثًا أن الاستيراد لا يكون إلا بالعملة الصعبة (الدولار الأميركي)، ولذلك يقومون ببيعها في الحظائر للمواطنين أو لمالكي الملاحم بأسعار مرتفعة تتساوى مع التكلفة التي قاموا بتسديدها أثناء الاستيراد.

وقال المريسي "إن سعر الـ(البربري) اليوم وصل إلى الـ 300 ألف ريال يمني بعد أن كان يتراوح سعره قبل سنوات مضت من الـ 30 ألف إلى الـ 50 ألف ريال على الأكثر، بينما سعر الماعز ذو الـ 12 كيلو الذي يأتي من محافظتي أبين وشبوة بـ 500 ألف ريال".

وفي هذا الصدد اطلعت "الأيام" على قائمة أسعار رسمية صادرة عن المؤسسة العامة للمسالخ وأسواق اللحوم في العاصمة عدن بتاريخ الـ 18 من شهر أكتوبر للعام 2021م لتجدها منخفضة جدًا بالنسبة لأسعار اليوم، وهي كالتالي:

1 - الغنمي البلدي (8000) ريال للكيلو.

2 - الغنمي البربري (6000) ريال للكيلو.

3 - البقري البلدي (5000) ريال للكيلو.

4 - البقري المستورد (5000) ريال للكيلو.

ومقارنًة بهذه الأثمان وأسعار عيد الفطر للعام الحالي 2025م، نجد أن الارتفاع شاهق بنسبة 200 % وهو ما سيحرم السواد الأعظم من أهالي العاصمة عدن من تناول اللحم على مائدتهم في وجبة الغداء بيوم عيد الفطر، حيث سيكتفون بترديد المقولة العدنية الرائجة (العيد عيد العافية).