من الحقبة الايرانية الى الحقبة الصهيونية

2025-03-26 21:43

 

يقول الدكتور الماروني المسيحي نبيل خليفة في كتابه " استهداف اهل السنة المخطط الإستراتيجي للغرب واسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الاوسط واقتلاع النفوذ السني منه):

 (تسعى الأقليات المحيطة بالعالم السني إلى "أبلسة السنة"؛ لتسويغ العدوان عليهم)

 

لكن هل الصراع الحالي لايران وساحاتها مع أمريكا وإسرائيل هو مقاومة للاجندات الصهيونية والغربية في فلسطين عامة وغزة خاصة ام في سياق اجندات اخرى !؟؟

 

استغلت ايران حالة الهوان التراكمي العربي وملأته بمشروعها !! ، وصراعها لا يتعلق بموضوع مقاومة الصهيونية واجندات الغرب الا بالشعارات والبيانات بل هو في الوجه الاساسي منه "تحالف الاعداء" لتفكيك العالم العربي السني وكانت الحركيات الاسلامية المحسوبة على السنة بشقيها الارهابي والربيع الاخواني جزء منه ثبت ذلك في فوضى الدول التي اجتاحها ، امّا ايران وساحاتها فتمثّل الجزء الاساسي فيه فاستطاعت مع حلفاؤها من الاقليات ان يشيطنوا السنة عموما وليس الحركيات فحسب خلال عقود مابعد الحرب الباردة وانتصار الخميني ، وساعدتهم تلك الحركيات بعملياتها المتطرفة او المنسوبة اليها وجراءها ، فمورس ضدهم حرب "قلب المفاهيم" لخلق حالة فكرية وثقافية لشيطنتهم ، فالسني انتحاري داعشي ارهابي دموي يفجر المفخخات في الابرياء !!! ، ويفجر الكنائس ، وهويقتل العلويين والشيعة والدروز والاباضية والازيديين والزيدية والمسيحيين  السني خذل فلسطين وموالٍ للصهيونية !!!.الخ  هذه الصورة النمطية لقلب المفاهيم التي رسّخها المشروع الايراني وتحالف الاقليات عن السني لتضطرم الطائفية اينما حل وتمدد لتدمير الاوطان والفتك بالحواضن السنية

 

بداية مشروع الهيمنة الشيعية لم يبدا "بالخميني" ؛ بل ؛ ب"موسى الصدر " في لبنان اذ قام مشروعه على خلق كثافة شيعية في لبنان تفوق بقية الطوائف وتتولى المرجعيات دعم الأسر الفقيرة وتعليم ابنائها والانتشار خارج جغرافيتهم التاريخية ويكون الصوت الشيعي خارج دائرته التقليدية لصالحها بمعنى ان يصوت للمسيحي مثلا في دائرته التقليدية المسيحية بما يضمن الأجندات الشيعية وتحالفاتها وركّز على خلق القوة الناعمة الشيعية من اعلام مرئي ومسموع وصحفيين وصحف واعلاميين ومحامين ومراكز دراسات ومنظمات عمل مدني وحقوقي وتاهيل قطاع نسائي في هذه المجالات بالذات ..الخ وشراء ولاءات وذمم من الطوائف الاخرى ثم جاء الغطاء العسكري بحزب الله ، وهو نفس الاسلوب الذي استخدمته الزيدية قبل الحوثي في خلق القوة الناعمة ومنظماتها وتاهيل كادرها ثم جاء الحوثي تتويجا لذلك الجهد الناعم

 

اكمل الهلال الإيراني وساحاته هذا الدور وبعثوا طائفية بغيضة لكنه وصل مرحلة صار بقاءه خطرا على المصالح الاستراتيجية العليا للغرب والصهيونية ويعيق الدخول في مرحلة جديدة بسماتها وعداواتها واطماعها وتحالفاتها هي مرحلة التمدد الصهيوني وفرض صيغ الامر الواقع في المنطقة بعد ان وصلت الامة للهوان التاريخي في كل المجالات وتوجته المرحلة الايرانية وتحالف الاقليات بالقتل الطائفي ، فكان من الضرورة كسره وليس اجتثاثه ، وكانت سوريا المكان الاستراتيجي قال حسين عبد اللهيان وزير خارجية ايران في كتابه "إستراتيجية الاحتواء المزدوج" :

" إن خسارة ايران لاقليم الاحواز بكل مافيه من مساحة جغرافية وموارد وثروات ستكون أخف وطأة علينا من خسارة ايران لسورية "!!!!

 فخسارة سوريا تعني نهاية المشروع الايراني!!

 

ختاما/

إن آثار الحروب الطائفية التي صنعتها وغذّتها الحقبة الإيرانية وتحالفاتها لن تتعافى منها المنطقة في مستقبل قريب بل ستظل تلقي بظلالها على المنطقة لعقود قادمة وهو ما يؤهّل للدخول في المرحلة الصهيونية وتمهيد الارض لها

 

26مارس 2025م