تأريخ سيئ: أرشيف "CIA".. تفاصيل صادمة عن اغتيالات وانقلابات ومراقبات

2025-03-25 17:29
تأريخ سيئ: أرشيف "CIA".. تفاصيل صادمة عن اغتيالات وانقلابات ومراقبات
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

*- شبوة برس - العين الإخبارية

أسرار جديدة كشفتها وثائق سرية خرجت إلى النور مؤخرا حول اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي.

 

الأرشيف الوطني الأمريكي نشر مؤخرا نحو 2400 وثيقة سرية مرتبطة باغتيال كينيدي، بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورغم عدم تضمنها أدلة جديدة بشأن الاغتيال، فإنها كشفت عن تفاصيل جديدة حول عمل وكالة المخابرات المركزية.

 

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإنه من بين أكثر المعلومات المفاجئة، جاء كشف وثيقة تعود لعام 1973، كتبها موظف في الـCIA استجابة لطلب المدير آنذاك ويليام كولبي، توثق تجاوزات الوكالة عبر عقود.

 

وتضمنت الوثيقة تفاصيل حول عمليات اقتحام القنصلية الفرنسية في واشنطن، وهجمات عسكرية سرية ضد منشآت نووية صينية، ومحاولات تلويث صادرات السكر الكوبي المتجهة إلى الاتحاد السوفياتي.

 

كما احتوت الوثيقة على فقرة حول علاقات المدير السابق للوكالة جون ماكون بالفاتيكان، مشيرة إلى أن تعاونه مع البابا يوحنا الثالث والعشرين والبابا بولس السادس قد يثير الجدل في بعض الأوساط.

 

وأثار هذا الكشف اهتمام الباحثين الذين رأوا فيه مدخلًا لفهم طبيعة التعاون بين الاستخبارات الأمريكية والفاتيكان خلال الحرب الباردة.

 

وقال بيتر كورنبلو، الباحث في الأرشيف الأمني القومي بجامعة جورج واشنطن، إن "هذا يفتح الباب أمام تاريخ كامل من التعاون بين الفاتيكان ووكالة المخابرات المركزية، وهو أمر قد يكون مثيرًا للغاية إذا تمكنا من الحصول على مزيد من الوثائق حوله".

 

وكشف ملخص تقرير سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مؤلف من 693 صفحة، يعود تاريخه إلى عام 1975، حالاتٍ ربما تكون الوكالة قد تجاوزت فيها صلاحياتها، إلا أنه تضمن أيضًا إشاراتٍ إلى رؤساء محطات، وعمليات اقتحام في الخارج، ومراقبة غير قانونية، وعملياتٍ متنوعة "بالغة الحساسية".

 

ويقول ديفيد جي. جارو، المؤرخ ذو الخبرة الواسعة في ملفات الاستخبارات: "إنه بمثابة سجلٍّ حافلٍ بـ"الأفعال السيئة" للوكالة".

 

الوثائق كشفت كذلك عن تورط الـ"سي آي إيه" بالتلاعب في الانتخابات في عدة دول، مثل فنلندا، والبيرو، والصومال، وهي وقائع كانت مشاعا عنها لكنها لم تكن موثقة بالكامل.

 

كما تضمنت تفاصيل جديدة عن دعم الوكالة لانقلابات في البرازيل، وهايتي، وغويانا، بما في ذلك التخطيط لاغتيال رئيس جمهورية الدومينيكان رافائيل تروخيو عام 1961، حيث أظهرت التقارير أسماء العملاء المشاركين في العملية لأول مرة.

 

وكشفت الوثائق كذلك عن كيفية تنظيم العمليات الميدانية للوكالة، خاصة في مكسيكو سيتي عام 1962، حيث تبين أن الرئيس المكسيكي آنذاك أدولفو لوبيز ماتيوس سمح للمخابرات الأمريكية بمراقبة السوفيات في بلاده، إلى جانب دعم كاهن كاثوليكي في إنشاء شبكة من المجموعات الشبابية والتعاونيات الزراعية، في محاولة للحد من التأثير الشيوعي.

 

وبالنسبة للمؤرخين، فإن الكشف عن أسماء المصادر والأساليب الاستخباراتية القديمة، رغم قِدمها، يسهم في إعادة تشكيل صورة الـ"سي آي إيه" خلال الحرب الباردة.

 

وأكد الباحث فريدريك لوغيفال، من جامعة "هارفارد"، أن الوثائق أظهرت أن نصف الضباط السياسيين في السفارات الأمريكية حول العالم كانوا عملاء لـ"سي آي إيه" وهو اكتشاف "مذهل".

 

ورغم مخاوف الوكالة من كشف مصادرها، أكد باحثون أن الإفراج عن هذه الوثائق يمثل انتصارا للشفافية، حيث قال المؤرخ آرتورو خيمينيز-باكاردي من جامعة فلوريدا الجنوبية: "من دون قانون 1992، ربما كانت هذه الأسرار ستظل مخبأة إلى الأبد".

 

وأعلن البيت الأبيض أن جميع الوثائق المتبقية قد أصبحت متاحة الآن في الأرشيف الوطني، مع استمرار العمل على رقمنة الصفحات المتبقية.

 

ولا يزال الباحثون يترقبون الكشف عن محاضر مقابلات واستجوابات رؤساء المخابرات الأمريكية السابقين التي لم تظهر بعد، وسط توقعات بمزيد من الأسرار التي لم تُكشف بعد عن الأنشطة السرية للوكالة حول العالم.