الوفد المصري إلى واشنطن
*- شبوة برس – محمد موسى القاهرة
فشل ذريع للوفد الذي توجه لواشنطن في محاولة لإنقاذ العلاقات المصرية الأمريكية و المكون من : حسام البدراوي وعمرو موسى ومنير فخري عبد النور ..
كانت أمريكا قد أبلغت مصر قبل أسابيع بتقليص المعونات الأمريكية السنوية إليها بدءا من 1/1/2026 نظرا لرفضها تهجير الفلسطينيين واتخاذها إجراءات في سيناء اعتبرتها كل من واشنطن وتل أبيب خرقا لكامب ديفيد ..
الوفد المشار إليه فشل في إقناع المسؤولين في الخارجية الأمريكية بتغيير موقفهم ..
المعونة الأمريكية إلى مصر تبلغ 2.1 مليار دولار سنويا منها 1.3 مليار مخصصة للجانب العسكري ..
التهديد الأمريكي يتضمن وقف عمليات صيانة الأسلحة الأمريكية وحظر توريد قطع الغيار لها ..
لكن
مصر لديها في هذه المواجهة المحتملة والمفروضة عليها أمريكيا وإسرائيليا نقاط قوة ونقاط ضعف ..
أبرز نقاط القوة :
-- وجود جيش مصري قوي جدا وضخم جدا هو وفق قراءات المؤسسات البحثية العالمية المتخصصة اقوى من الجيش الإسرائيلي في البر وفي البحر وفي الدفاع الجوي ولكنه أقل نسبيا في السلاح الجوي
-- باستطاعة مصر حرمان الولايات المتحدة من المعاملة التفضيلية الممنوحة لها في عبور سفنها الحربية والتجارية قناة السويس وباستطاعتها منع السفن الإسرائيلية من عبور القناة استنادا إلى بند في اتفاقية القسطنطينية 1888 ينص على حقها في منع مرور سفن دولة معادية لها
-- لدى مصر بالفعل اتفاقيات لتوريد طائرات مقاتلة متطورة مع الصين من الجيل الرابع طراز J10c موقعة منذ اغسطس / اب 2024 ووصلت أول دفعة منها قبل أيام وهي افضل تقنيا من طائرات اف 16 الأمريكية التي تشكل عماد السلاح الجوي المصري وبنفس ثمنها .
أما أبرز نقاط الضعف :
-- عدم تهيئة أو تعبئة المجتمع العربي المصري ( الشعب والدولة ) للمواجهة مع أمريكا و" إسرائيل " لا سياسيا ولا إعلاميا وما سيترتب عليها اقتصاديا ومعيشيا والاكتفاء بتوجيه مظاهرات ضد التهجير من غزة وبرامج توك شو بائسة وهزيلة شكلا ومضمونا رغم أن الأغلبية الشعبية معادية فطريا ل " إسرائيل " ..
-- تصاعد المخاطر المحيطة بمصر من الجنوب بالعمل الجاري لتقسيم شمال السودان و التهديد الاثيوبي للنيل بتنسيق واضح مع " إسرائيل " ..( وزير خارجية أديس أبابا كان في الكيان الصهيوني قبل يومين للتنسيق ) ..
-- برمجة الاقتصاد المصري منذ السادات على الاعتماد على القروض الدولية والمعونات الأجنبية بدلا من السياسة التي اعتمدها عبد الناصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي زراعيا وصناعيا وتقنيا والتي انتهت عمليا منتصف السبعينات ، وتحول هذا الاقتصاد إلى خدمي وريعي لا انتاجي يقوده زواج المصلحة بين الحكومات المتتالية وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة ، و أمريكا ستلجأ إلى إغلاق " حنفية " قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تتحكم بها وسيتسبب ذلك في أزمة لفترة غير قصيرة في مصر ..
هذه مواجهة مفروضة على مصر من أمريكا الترامبية التي تبدو غير مكترثة باي شيء سوى مصالح الصهاينة الذين يريدون فرض تهجير الفلسطينيين من غزة وتوزيعهم ( كما هو معلن حتى الآن ) على كل من سيناء ( مؤقتا قبل دفعهم غربا إلى وادي النيل ) والجبل الاخضر في ليبيا وجمهورية ارض الصومال ..
وهذا بوضوح تهديد خطير للأمن القومي العربي والمصري بالذات ..
لا أظن ان أمريكا تريد نشوب حرب بين مصر و " إسرائيل " ولكنها تريد نفس ما يريده نتنياهو : إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط .