هل الغش أساس النجاح

2025-03-01 21:28

 

نرعى الغش في مدارسنا علنا وندعم الغشاشين بالمال علنا ونحميهم بالسلاح علنا ونتخذ الغش وسيلة لنجاح اولادنا ونفاخر بمعدلات الامتياز التي يحصلونها بالغش العلني المرعي والمدعوم والمحمي، حتى غدا شعارنا الغش اساس النجاح!.

 

اكثر من ثلاثين عام والتحصيل العلمي الثانوي والجامعي في بلادنا كلها غش في غش، ومع ذلك تجد معظم الفاشلين الذي نالوا درجاتهم بالغش يتشفون من سرقة عبدالرؤوف السقاف لجهد باحث آخر ربما اجتهد في الغش لكنه كان اذكى من السقاف بطبيعة الحال.

 

واضح ان عبدالرؤوف السقاف كان ضحية سذاجته وثقته الزائدة في من أاتمنهم على اختيار رسالة الماجستير او قل في من اعتمد عليهم في سرقة البحث ، وواضح انه لم يكلف نفسه حتى تغيير العنوان ، وكل هذا مقبول طالما والحال مخضرية اجمالا ، لكن المش مقبول ان يجلس بكل ثقة مدافعا عن بحث مسروقٌ مسروقٌ مسروووووق ياولدي .

 

اعتقد ان اللوم ليس على عبدالرؤوف السقاف وحده ، لانه ببساطة احد ضحايا مخرجات التعليم المغشوشة ، فالغش في الصغر كالغش في الكبر ، ولكن اللوم على اساتذة الجامعة الذين اتخذوا من سرقة البحوث والدراسات العلمية وسيلة للكسب الحرام فخسروا مكانتهم وقيمتهم وامانتهم واضروا بسمعة جامعة عدن العريقة كما اضروا بنا وبتاريخنا وقيمنا واخلاقنا جميعا.

 

ينبغي الّا يكون التشفي من الآخر هو الدرس المستفاد من هذه الفضيحة، بل يجب ان نعي جيدا ان الجامعة والقضاء هي آخر القلاع التي يجب الاحتماء بهما والمحافظة عليها وتنزيهها من كل عوالق الفساد والمفسدين ، فان سقطت هيبتها سقطت نواميسنا وقواميسنا وثوابتنا ومرتكزات حاضرنا ومستقبلنا .