اجتمع الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليوم الأحد، بهيئة رئاسة المجلس، ووزراء المجلس في الحكومة، ورؤساء الهيئات ونوابهم.
وثمن الجهود التي بُذلت خلال الفترة الماضية من قِبل جميع الهيئات والكوادر القيادية، مؤكدًا ضرورة مضاعفة العمل والارتقاء بالأداء التنظيمي، بما يوازي حجم التحديات والمسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتق المجلس ككيان سياسي يُعبّر عن تطلعات شعب الجنوب.
وشدد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي بات اليوم رقمًا صعبًا على الساحة، واستطاع بفضل جهود قياداته وكوادره وتضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية، أن يرسّخ وجوده على المستويات الداخلية والخارجية.
وأوضح :"عندما نتحدث في الخارج عن قضية الجنوب العادلة، فإننا نتحدث بصوت مرفوع، رغم أن بعض الأطراف تتقبل ذلك على مضض، فإن الواقع اليوم قد تغير، وأصبح الجنوب أمرًا واقعًا لا يمكن تجاهله".
ونبه إلى أن القوات العسكرية والأمنية الجنوبية أصبحت جيشًا منظمًا، بإمكانات دفاعية، فضلًا عن وجود تمثيل دبلوماسي للمجلس في مختلف دول العالم، مما يعزز من موقفه في أي حوارات أو مفاوضات مستقبلية.
وأوضح أن المشكلات الاقتصادية تمثل تحديًا كبيرًا للمجلس باعتباره جزءًا من المنظومة الحاكمة، مؤكدا أن المجلس يقف إلى جانب أبناء الشعب في المطالبة بحقوقهم المشروعة، ويتبناها ويُعبّر عنها، ويبذل جهوده، من خلال ممثليه في مجلس القيادة والحكومة، لاتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين، وتحسين الخدمات الأساسية.
وطالب الرئيس الزُبيدي قيادات المجلس وكوادره بالتمسك بقضية شعب الجنوب، مضيفا: "كونوا أقوياء، ولا تتراجعوا، ولا تتطرفوا، نعم هناك خلل، ومن مسؤولياتنا كقيادة معالجة ذلك الخلل".
وقال إن الحوار الوطني لم ينتهِ ولن ينتهي، لافتًا إلى أن هناك بعض التحديات والمشكلات قد تطرأ، لكن من الضروري التعامل معها دون عنف ودون سلاح، مشددًا على أن الحوار يظل الطريق الأمثل لحل الخلافات وتحقيق تطلعات شعب الجنوب.
وعبر عن التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بمسار النضال السياسي، حتى تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة وبناء دولته الفدرالية المستقلة على كامل ترابه الوطني وحدوده المعترف بها حتى 21 مايو 1990.
واطلع على الإشكالات التي تواجه محافظات الجنوب، إضافة إلى المقترحات والحلول المقدمة من القيادات الحاضرة، والتي تطرقت إلى مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والخدمية.
وتطرقت المناقشات إلى سبل معالجة التحديات التي تواجه الجنوب، وتكاتف الجهود والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات الراهنة.
وتناولوا حجم التحديات التي تمر بها الحكومة، في ظل التدهور الاقتصادي، وانهيار العملة، وتفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين، وضعف الإيرادات بسبب توقف تصدير النفط لأكثر من عامين.
وأوضح وزراء المجلس في الحكومة أن هناك جهود للعمل على معالجة التحديات بالتعاون مع الجهات المختصة، مشددين على أهمية دعم المؤسسات الحكومية وتعزيز التكامل بين السلطة التنفيذية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وشددوا على أن المرحلة القادمة تتطلب مزيدًا من الجهود المشتركة، مشيرين إلى أن هناك العديد من الملفات العالقة التي تحتاج إلى حلول مستدامة، في مجالات الكهرباء، الخدمات العامة، والمرتبات، ودعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار في مختلف محافظات الجنوب.