انتبهوا

2025-02-23 06:33

 

هؤلاء الذين يناصبون الانتقالي العداء صنفان : 

ـ صنف شمالي متضرر من وجود الانتقالي وحضوره سواء وجوده وحضوره في الجنوب أو ضمن شراكته في الشرعية ، وهذا الصنف يدرك تماما خطورة هذا الوجود والحضور عليه وعلى المشروع الشمالي ، وغالبا ما يكون مصيبا في تقدير قوة الانتقالي وما يحققه من مكاسب في صالح استعادة الدولة الجنوبية او حسب تعبيرهم في صالح الانفصال .

ـ وصنف ثاني جنوبي لا يمكن وصفه سوى بأنه يمثل خلفية الحديقة للصنف الأول أو ظل للأصل ( الشمالي ) ، وهذا الصنف بعضه لديه عداوة راسخة للانتقالي لأسباب مختلفة ، وبعضه مجرد بتول أو كولي ( شاقي على بطنه ) إما مع الأصل ( الشمالي ) أو الظل ( الجنوبي ) ، وما يميز هذا الصنف الثاني أنه بعكس الصنف الأول يستميت في التقليل من حضور الانتقالي وقوته وما يحققه من مكاسب لصالح استعادة الدولة الجنوبية ، كما أنه في الوقت الذي يقلل فيه من شأن الانتقالي ويحقر انجازاته ويشوهها فإنه بعكس الصنف الأول ( الشمالي )  الذي يعلن صراحة عن مشروعه والقوى التي يؤيدها ، إذ يظل مكتفيا فقط بمطاردة الانتقالي وإعادة إنتاج والترويج لما تشنه مطابخ القوى الشمالية من حملات ضد الانتقالي والحنوب دون أن يجرؤ على التصريح بالبديل الجنوبي الذي لديه ، فضلا عن استعراض ما يحققه هو أو البديل الذي لديه من أعمال لصالح الجنوب وشعب الجنوب ، فنشاطه كله مقتصر على العدمية والهدم ، وتتبع ما يقوم به الانتقالي ، إن وجد نجاحات فيحاول تشويهها او التقليل منها أو تجاهلها ، وإن وجد تقصيرا شن عليه حمم النيران واستغله للتحريض على الانتقالي وبالضرورة على المشروع الجنوبي .

ولكي لا يتحسس الآخرون رؤوسهم فإن حديثنا هنا هو عن الذين يناصبون المشروع الجنوبي والانتقالي العداء وليس عن الذين يتعرضون ويعترضون وينقدون ويتذمرون من تصرفات ومواقف وقرارات وأوضاع داخل الانتقالي ،  ولديهم تحفظات على ممارسات تصدر من الانتقالي وتجري في داخله أو توجهات او ماشابه مغايرة للانتقالي غير أنهم ليسوا ضد المشروع الجنوبي ولا ضد الجنوب بل ربما أن من هؤلاء الآخرين من هو أحرص على المشروع الجنوبي والجنوب من عناصر في الانتقالي نفسه ؟ 

كما ان الحديث أيضا ليس عن المواطن العادي الذي ليس له علاقة لا بالمشروع الشمالي ولا بالجنوبي ، ولا يهمه سوى العيش بأمان وحرية وكرامة ، وفي هذا الإطار فإنه يقرف من الجميع ويهاجم الجميع ويهتف ضد الجميع ويحملهم المسؤلية عن حياة الذل والهوان والحرمان التي يعيشها ؟ 

ومع ذلك فإن كثيرا من عناصر الصنفين المعاديين للانتقالي ، وعلى الأخص عناصر الصنف الثاني الجنوبي ، يلجأون الى لبس ثوب التقية ، ويظهرون بمظهر القلق والغبور والحريص على المشروع الجنوبي والجنوب بل وعلى الانتقالي أيضا ليخدعوا الجنوبيين ، ويضللوهم لكي يسهل عليهم تمرير استراتيجتهم المعادية ، وتأليب الحاضنة الشعبية الجنوبية للانتقالي والمشروع الجنوبي ضد نفسها وضد مصلحتها وأهدافها الوطنية الجنوبية .

وأخيرا : انتبهوا !!