الرئاسة التي ما قدرت على دجاجة.!

2025-02-19 20:42

 

أضاعوا البلد كلها لم يعد هناك جزءًا منه يمكننا أن نطلق عليه وطن للشرعية الهاربة منا، أبدًا، نحن في حالة ضياع حقيقي، فهذه الرئاسة بشكلها الغريب وتركيبتها الأغرب ما حدثت ولا شبيه لها في مراحل التطور التاريخي لبلدان العالم، لا شيء مقنع في هذه التشكيلة لا فيما تحقق ولا فيما وضعت من خطط وتوجهات نفعت الناس وغيرت حياتهم؛ بل وخففت أوجاعهم من ارتفاع الأسعار والتدهور الأمني، والنهب وتزايد انهيار الريال وسقوطه كل حين بكل كل ثانية.

 

لا يقف الأمر عند هذه الرئاسة الموقرة التي ولدت من دون رضانا ولا تحمل أي صفة بنا، ليس فقط في أنها عاجزة أمام الدجاجة وبيضها الذي لا يمكن لهذه القيادة الرئاسية أن توقف كل إنتاج - مؤخرة - هذه الدجاجة وقوته الشرائية في السوق دون أن نجد حلولًا في أكثر من موضوع يطرحه الرأي العام، فكل شيء عرضة للضحك والأسى؛ بل ومن حيثما تريد أن تتحدث هناك مهزلة عريضة وتقابل من هذه الرئاسة بحلول ضعيفة وركيكة وبها من المهازل مالا يسقيك شربة ماء، مثلما يقول المثل(شر البلية ما يضحك) وهو هذا ما نراه ونلمسه أننا في بلاء ابتلينا به وأضر بحياتنا وعيشتنا ومصالحنا كلها.

 

ولم يقف الأمر من أن هذه الرئاسة برغم من حنقنا منها بسبب عدم تواجدها بيننا ولا قريبة منا ولا تزعل علينا ولا تبحث عما يزعجنا؛ بل لم تسأل قط عما إذا كنا نحبها أو لا نحبها، وكل هذا لا يهم طالما أنها كما قال المحضارـ في أرض الخير رغبانة – ولا تعيش وتتنفس إلا حيثما ولدت يومًا ما بعيدًا عنا هناك في الرياض العاصمة الشقيقة أو عاصمة الرئاسة الشرعية لنا وهي حاضنتها الطبيعية، ولا يهم أن بقينا في الظلام أو عاشت عدن وأهلها أو المكلا أو تعز من دون كهرباء ولا خدمات ولا رواتب ولا علاج، كل هذا لا شأن لهم به أو أن الأمر مثل المثل الشائع (لا نحن من البرامكة ولا البرامكة منا) والله الشاهد أننا نفتقدهم برغم قساوتهم علينا.

 

وهل كل هذه قصة الرئاسة التي تهمنا، فإذا كان الحال إلى هنا فنحن نعتبره مقبولًا، لكن ما نسمعه صار مقلقا لنا فإن ما يتردد هنا أن هناك خلافات وصراع بين الرئيس رشاد العليمي وأخيه أحمد بن مبارك رئيس الوزراء، وأنهم يتلاكمان وجهًا لوجه وكلا يهدد الأخر بما يملك من سند وخلفيات أوروبية وعربية واستخبارية وسفارات وصار هذا في متناول الناس، ناهيك عن أن البعض من أعضاء الرئاسة نفسها يتصارعون وكلا يدعي هو الآخر أن الانتقالي الجنوبي معه ويؤيده والثاني يدعي أن أهل التحالف كله معه وغيره يصرح أن ليس الإمارات معه فقط، بل والأمم المتحدة بقضها وقضيضها، أما بشأن دورنا نحن فلا يسمن ولا يغني من جوع، فمن نحن وما وزننا بالنسبة لهذه الرئاسة التي لا يهمها لا صراخنا ولا ضراطنا أيضًا، إنها محنة أوقوعنا بها فالتحالف من أمامنا، والرئاسي من خلفنا وكل هؤلاء عاجزين حقًا أمام الدجاجة.