قبل أيام قال لي أحد الجيران بكل ثقة هل تعلم أن هناك اتجاهات لزيادة تسعيرة الغاز المنزلي وأن الرئيس الزبيدي مصر على ذلك بحيث يكون له من عائد كل أسطوانة ألفين ريال.
بأي حال لا يمكنك أن تقنعه أن الأمر ليس كذلك، فالقيادة السياسية للجنوب وفق وسائل التواصل والإعلام المضاد وراء ارتفاعات أسعار الصرف ووراء غلاء الأسعار وسوء الخدمات كونهم بمجموعهم فاسدين وليسوا رجال دولة. هنا لا ندافع عن الانتقالي ولا ننزه كل قياداته رغم أن الانتقالي وفق معطيات كثيرة وقع في شرك الشراكة التي مكنت من الحد من فاعليته في مواجهة الواقع المرير الذي يعيشه الجنوب عموما حتى أن كل شيء تم توظيفه للنيل من الجنوب وقضيته واستطاعت أطراف كثيرة أن توظف كل الأزمات لذلك.
أكبر مثال هو ما تكشفت من عصابات تم إعدادها وتمويلها لاستخدامها في تأجيج الوضع واستقلال التظاهرات وتحويلها إلى عنف وتخريب وفوضى أمنية وخروج الوضع عن السيطرة.. جل تلك العصابات ممن يمارسون أنشطة تسترية في أسواق الجنوب من أصول شمالية.
إذن لا يمكننا أن ننفي طبيعة الأوضاع الصعبة في الجنوب وتحديات المعيشة بالغة السوء، في المقابل علينا أن ندرك أن الأطراف التي تعمل على ذلك من يعادون قضية شعبنا ووجدوا في تدمير الوضع الاقتصادي سبيلا لنجاح مخططاتهم المتنوعة، في المقابل تجري حملات تشويه لا حدود لها بحق القادات الجنوبية ما يعني أن البدائل لديهم هي عودة كل تلك الأطراف الفاسدة والحاقدة لتصدر المشهد بعد انكفاء الانتقالي الذي وضع في مسارات تكاد تكون خيارته بها ضائلة طالما يعيش شعبه في حالة تجويع وإذلال غير مسبوق، بمعنى أن طالما لا يمكنه تجاوز عقبة الوضع الاقتصادي فما عليه إلا أن يظل تحت سطوة الجلاد الذي ينتظر فرج مساراته التآمرية على الجنوب من الشق المعيشي وهي قضية ليست هينة بالمطلق.
إزاء ما لازم الوضع من تشويه وما تعد من عصابات تخريب سواء أمنية أو تلك التي تستهدف التلاعب بالعملة وهي قضايا بالغة الخطورة على مستقبل شعبنا، فهل تفرض علينا كل تلك المؤامرات التخلي عن قضيتنا والتخلي عن تضحياتنا الجسام؟
بغض النظر عن فساد الانتقالي لكن هل يعقل أن يتحمل الانتقالي تلك الأوزار وتبرأ ساحة الشرعية والقوى السياسية التي لم تكف عن استهداف الجنوب ونكون نحن الجنوبيون عموما من يدفع ثمن البؤس والمعاناة وكل ممارسات القهر والتضييق وفوق ذلك تكون قضية شعبنا هي المستهدفة؟
المشهد غاية في التعقيد وقوى الشر تعد ذاتها لتجاوز قضيتنا عبر ما تحيك من تآمرات حقيرة، ربما تضيع كلمات الحق وسط خلفيات الحملات المشوهة للجنوب إذا لم يتم الانتباه لكل ما يعتمل وعبر شق التجويع وسوء الخدمات.. إذا لم يتم تلافي الأوضاع التي تنحدر نحو مسارات اللاعودة فهل تدرك قيادات الانتقالي مستويات الخطر وحجم ارتداداته على قضينا؟.