الخطير في مسألة تهجير سكان #غزة لم تعد دعوات ترامب فقط بل مشاركة إسرائيل لها بشكل رسمي وعلني..
قبل ذلك كانوا يقولون هذا في الغرف المغلقة، وتسجيل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قبل عام 2011 يكشف هذا بوضوح..
نتنياهو لم يتجرأ على قول ذلك في العلن حتى أمس فقط، وهو اليوم الذي صار فيه القادة الإسرائيليون يتحدثون عن التهجير بشكل علني،
ومكمن الخطورة في ذلك أمران:
الأول: أنه انتقال من النظرية إلى التطبيق، ومن الفكرة إلى الوسيلة، ومن الدعاية السوداء إلى الصدام الحسي..
الثاني: أنه يحدث بدون التنسيق مع مصر وفي ظل رفض المصريين الشديد
هذا يعني وقوع الصدام لا محالة في ظل هذا التعنت والغطرسة التي تكشف عن غرور قوة متوهم، يعتقد فيه الإسرائيليون أنهم منتصرين مقدما، وان ذلك الانتصار هو استكمال لما دار في معارك الطوفان، وأن الصراع مع مصر هو امتداد طبيعي لتلك المعركة..
حقيقة وبرغم عنجهية ترامب التي تبدو خارج إطار المعقول والحكيم، لكن وبالنظر لتاريخه وأسلوب إدارته فهو يكره الحروب وإن كان يستعمل ويوظف مقدماتها في سبيل الضغوط..
هذا يعني أن هناك لحظة ما ستتدخل الولايات المتحدة وتتراجع، ثم تجبر إسرائيل على التفكير بشكل مختلف..
هذه اللحظة هي وصول الوضع الإقليمي لمرحلة الصدام العسكري بين مصر و إسرائيل، حينها لن يكون بمقدور ترامب المضي قدما في مشروعه وإلا خسر أهم حليف به بالعالم وهو الكيان، وأهم دولة بالشرق الأوسط تعتمد على السلاح الأمريكي وهي مصر..
في عرف الولايات المتحدة أنه لا صراع ولا حروب بين مستخدمي السلاح الأمريكي، وخطة تزويد أمريكا مصر بهذا السلاح منذ الثمانينيات هو في إطار ترسيخ معاهدة كامب ديفيد والسيطرة على مستقبلها..
صحيح ما يقوم به ترامب قد ينسف كل ذلك ويمسح تاريخ السلام بأستيكة، لكن الرهان كان ولا يزال قوة وصبر وحكمة المفاوض المصري الذي ينشط حاليا للحفاظ على ما تبقى من الاتفاقية..
وكذلك الرهان على براجماتية المؤسسات الأمريكية التي تعرف جيدا ثمن الصراع مع مصر والذي جربوه في السبعينات حيث كانت مصر أضعف بكثير عسكريا من الآن..
بدون هذين الرهانين أو سقوط أحدهما فالحرب بين مصر و إسرائيل حتمية، وعلى المصريين الاستعداد لها جيدا، للدفاع عن سيناء والأمن القومي المصري الذي يشهد أخطر تهديد له منذ نكسة 67