في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي وتحت هدير وقصف مكثف من الاعلام المعادي الذي يدغدغ عواطف الغوغاء ويدعو إلى دمار الجنوب ونشر الفوضى ومهاجمة حكومة اتحاد الجنوب العربي ووصفها بالعميلة للاستعمار والرجعية كانت الناس تتسابق إلى الهاوية والى حتفها وحتف مستقبل بلدها واجياله ..
تلك كانت حالة الجنوب العربي واعداءه البارحة تتكرر اليوم ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لاينكر أحد أن فيه خليط من العفاشيين والإصلاح والمؤتمر والاشتراكي اليمني وقصور يستوجب المعالجة وإصلاح وضعه وليس هدمه .. الأمور تتكرر بمأساة وكأن المحرك واحد (الجنس) من لوكندة رضية بتعز في ستينات القرن الماضي والشهرة وشراء الذمم وتوزيع السلاح والتحريض عبر التكثيف الإعلامي والدعاية الرمادية المحرضة على حكومة اتحاد الجنوب العربي التي لم نكن تملك قرار سيادي حتى دمرها شيوعيو اليمن نهاية 1967 وانتهت سلطنات الجنوب العربي وانهت الجنوب العربي نفسه .. نفس الحال ينسحب على وضع الانتقالي الجنوبي مع استبدال السلاح حاليا بالفلل والشقق في القاهرة والأردن وتركيا والسيارات والوظائف في الجنوب.. وومماحدث ويحدث حاليا في عدن يوحي وكأن الفاعل مازال هو نفسه من ستينات القرن الماضي ومازال الغباء (عاطفة) المعاناة عند الغالبية من الشعب مخيما ومسيطرا على شعب الجنوب الذي تتربص به الأعداء من كل الاتجاهات فهل باستطاعة المجلس الانتقالي الجنوبي تلافي ذلك الانحدار المخيف؟.
الباحث/علي محمد السليماني