لا شك أننا عبر التاريخ كنا أمام مشاريع يمنية لاحتلال وضم الجنوب العربي، تبلورت في شكل مشروع سياسي منذ أكثر من ستين سنة من أيام الإمامة، تتقدم هذه المشاريع مرات بالسياسة ومؤمراتها، وأخرى بالقوة المسلحة من غزوات الحكم القاسمي في القرن السادس عشر واحتلال جزءا من الجنوب، مرورا بغزوات آل حميد الدين في عشرينيات وثلاثينيات القرن وحروب الجمهوريين على الدولة الجنوبية في سبعينيات القرن الماضي إلى غزو الوحدويين في ٩٤م وانتهاءا بغزو تحالف الحوثة وعفاش في ٢٠١٥م.
تجربتنا التاريخية في الجنوب الذي قامت على مشروع توحيد الجنوب في ١٩٥٩م تم إجهاضها تحت شعارات القومية العربية ومن ثم اليمننة، علمتنا أن الجنوب لن تقوم له قائمة تحت أي شعار من هذه الشعارات التي تبطن إلغاء الهوية الجنوبية والحاق أرضه بأملاكهم والتعامل مع الجنوب كأرض بلا شعب كما هو حال شعار اليهود عندما ادعوا أن فلسطين ارض بلا شعب، مثل هذه السعي اليمني جعل الجنوبيين يستفيقون من سكرة الشعارات القومجية وعادوا إلى جذورهم التاريخية والثقافية والوطنية.
د. حسين لقور بن عيدان