الجميع يعرف بأن ما تمر به منطقتنا من أزمات هي نتيجة طبيعية لعدم وجود حرية وديمقراطية، والذي زاد من طينها بلة سياسات أنظمة المنطقة التي أستطيع أن ألخصها بدعم التيارات الدينية السياسية على حساب التيار المدني عموما الذي تبنته معظم أنظمة المنطقة منذ هزيمة 1967 التي كانت هزيمة مفصلية في تاريخ المنطقة، ولأن منطقتنا كانت تعيش آنذاك باضطرابات لا حدود لها اتسمت بفترات انقلابات عسكرية على أنظمة الحكم القائمة؛ والنتيجة كارثة تجر كارثة وثورة تجر ثورة واضطراب يجر اضطرابًا حتى الساعة.
اليوم المنطقة تدخل في تاريخ جديد بوصول ترامب للحكم، وعلى أنظمة المنطقة التكيف مع وصول ترامب لسدة الحكم وكان خطابه واضحًا بالنسبة لي، فترامب 2025 غير ترامب 2016 والرجل ذاته يقول ذلك بمعنى من راهن على شراء سكوته بالأمس لن يستطيع إسكاته اليوم، والحل لمواجهة ذلك بسيط جدا، وهو رفع يد أنظمة الحكم عن دعم التيار الديني السياسي فقط، والتحول لأنظمة مدنية، ولا أدعو لإقصاء التيار الديني السياسي كما سيفسّر ذلك البعض بالعكس أطالب بحق الجميع بممارسة حقوقهم السياسية، ولكن لتكن على أسس تنظيمية وقانونية فالأنظمة المدنية كفيلة بحل كل القضايا العالقة في منطقتنا التي لم تذق طعم الراحة والتنمية والتطور الطبيعي للشعوب بقدر ما ذاقت طعم مرارة الأنظمة غير الديمقراطية وأنظمة دينية سياسية قرونًا طويلةً رغم نتائجها الكارثية على المجتمعات إلا أنها مستمرة بتكرارها مع الأسف.
وعليه فأنا على قناعة تامة، وقناعتي هذه ليست اختراعًا جديدًا للعجلة، وإنما اقتداءً بتجارب مجتمعات بشرية استطاعت أن تتطور وتقفز لمراتب المجتمعات البشرية المتحضرة على كل المستويات؛ فقط لأنها اعتمدت النظام المدني لإدارة شئونها، غير ذلك سنكرر مآسينا إلى ما لا نهاية بغباء منقطع النظير.
تابعو ما يحصل وسيحصل في سوريا كتجربة طازجة امام أعينكم لتكتشفوا حقيقة غباء تكرار التجارب بذات المعايير.