(استذكار) من قبل ان اوجد، او اولد في هذه المحافظة التي اتخذت لنفسها اسم عدن، الاسم الاقدم في كل ما ورد في مكتوبات التاريخ.. منذ ذلك الزمن البعيد البعيد كانت قد تأسست لعدن ما تعرف اليوم بالبنية التحتية للحياة.. مياه جارية.. وكهرباء سارية.. ومجار للصرف الصحي. !!
تعاملنا في حياة حقيقية كأمر واقع.. فكيف كان ذلك..؟؟
ما عرفناه من مرويات التاريخ ان ذلك جاء بعد الاحتلال البريطاني لعدن في يوم 19 يناير 1839م بقيادة الكوماندر الكابتن ستيوارد بيتسوورث هاينس الذي وصفه شاعرنا الكبير واستاذنا لطفي جعفر امان بالانجليزي الحقير. !! في شعر المزهر الحزين بذكرئ الاستقلال !!
كلنا.. او جلنا.. او على الاقل اغلبنا احببنا عدن، لكن كل ذلك حدث ان كل واحد فينا احبها بطريقته.. وذلك كان مدعاة لخلافات بطبيعة الاشياء وحقائق الامور.. لهذا كان التعبير عن تلك المحبة متبايناً..وربما متناقضاً..وربما كذلك مدمراً..وتلك كذلك طبيعة اشياء وحقائق امور. !!
بطبيعة الاشياء تلك ان بريطانيا العظمى لم تقم باحتلالها لعدن حباً فيها وانما لاحتياجاتها الامبراطورية وهذه مرة اخرى طبيعة اشياء.. وحقيقة امور. !!
عندما احكم البريطانيون قبضتهم على عدن كان عددالانفس التي جرى احصائها بداخلها لا يتجاوز الالف انسان الا بمئة او مئتين بين عرب وهنود وصومال وبضعة يهود (عدن تحت الحكم البريطاني-- جون جافين)
اتحدث هنا عن عدن الاولى القديمة في كريتر وسفوح شمسان والامتداد التالي فيما بعد نحو المعلا وخورمكسر والتواهي، وبعد ذلك الشيخ عثمان والى البريقة.
اذن.. لو كان ذلك الاحتلال نقمة فقد رأيت فيه من زاويتي الضيقة نعمة. !! مع انها لم تكن بفضل كرم واحسان بريطاني خالص بقدر ما كانت ضرورات فرضتها احتياجات المحتل المستعمر الضرورية.. وتلك ايضاً كما نرى طبيعة اشياء وحقائق امور. !!
واحببت مثل غيري من المحبين عدن بطريقتي.. فتحت عيني فيها على نور الكهرباء والمياه الجارية وخدمات المجاري وتلك امور كانت عصية وقتها على اغلب المناطق الخارجية المحيطة بعدن بما فيها دول. !!
برغم كل ما يمكن ان نكون قد نعمنا به في كنف الاستعمار.. الا اننا ايضاً تعرضنا للخديعة الاستعمارية عندما فرغت بريطانيا من احتياجها للوجود في عدن ومحمياتها وتكاليفه المتزايدة.. مع تكاثر اعباء الامبراطورية وتراجعها.. وبتهور لافت يفتقر الى الحصافة الانسانية.. قرر المستعمر ان ينأى بنفسه عن الشرور التي افرزها واقع محلي متعجل الوصول الى حتفه كيفما تكون النتائج والتبعات.. وفي تسارع محموم تنكر المستعمر بتدرج متسارع لكل وعوده وعهوده ومواثيقه وقرر ترك عدن للمصير المجهول الذي ستلقاه كيفما اتفق حتى ولو ذهبت الى الجحيم.. وحتى لو لم يكن ذلك هذه المرة من طبائع الاشياء.. الا انه كان من حقائق الامور. !!!
ونلنا استقلالنا المجيد بعناء شديد شئناه ام ابيناه.. واحتفل فينا من استحق ذلك الاستقلال او لم يستحقه او حتى يسعى اليه بعد قرن وربع واجيال نعمت به او تعذبت فيه لتنال بعده عذاباً امر واشد فتكاً اوصل عدن وما حولها من محميات الى درك اسفل.. بين المدن.. واسفل منه بين الامم. !!
هي عدن تلك ذاتها.. قبطانة البحرين.. ومنارة البرين.. والمبتدأ والخبر. !!
عدن التي نحبها كلنا.. ولكن كل منا بطريقته