كتب الحديث تسيئ لرسول الله وتصوره قاتل متوحش.. "الإغتيالات النبوية".!!

2025-01-13 20:39
كتب الحديث تسيئ لرسول الله وتصوره قاتل متوحش.. "الإغتيالات النبوية".!!
شبوه برس - خـاص - الرياض

 

في مراجعة التراث الإسلامي (الاغتيالات النبوية!!)

 

*- شبوة برس – أ. فيصل بن ماجد السبيعي

إنه لَمِمَّا يؤسف له - أشدَّ الأسف وآلَمَه - أن تَرِدَ في مدوَّنات الحديث أخبارٌ تسيء للمقام الشريف لسيدي محمد - صلى الله عليه وسلم - بذكر عدد من الحوادث المختلَقَة التي تزعم أنه - وحاشاه ألف مرة - كان يقتل أعداءه غِيْلَةً كما يفعل زعماء العصابات ورؤساء المجرمين، وهم بذلك يعطون أعداء الإسلام - شرقًا وغربًا - مادة دسمة كي نالوا من الجناب الطاهر لسيد البشرية جمعاء.

 

فلا تظنوا أن الرسوم المسيئة للرسول الأعظم والنبي الأكرم قد جاء بها الأعداء من خيالاتهم، بل جاؤوا بها مما شُوِّهَ من موروثنا الديني، وتحديدًا من تلكم المرويات التي تصور أبا القاسم رجلًا متعطشًا للدماء جاء بالسيف وبالذَّبح وجُعِلَ رزقُه تحت ظل رمحه، مع أن الله قد بَيَّنَ في كتابه المجيد - وبصيغة الحصر - أن هذا الإنسان النبيل الكامل الخَلْقِ والخُلُق، إنما أهداه الله رحمةً ليس للناس فحسب، بل للعالَمين: (َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين) الأنبياء 107.

 

هذا وإنَّ مَن زَعَم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أحدًا بأن يقتل أحدًا اغتيالًا كما يفعل الجبناء؛ فإنه - واللهِ - قد رَدَّ وَصْفَ الله سبحانه وتعالى لرسوله ونبيه وصفوته من خلقه ليس بأنه ذو خلق، ولا بأنه على خلق، بل أكَّد بـ "إنَّ" التوكيدية، ثم لم يكتفِ بذلك، بل أكَّد بـ "لام التوكيد"، ثم أيضًا لم يكن ذلك كافيًا لوصف خُلُقِ رسوله الأعظم ونبيه الأكرم، فختم بوصف خلقه بأنه "عظيم"، وليكن في معلوم كل أحد، أن الله عظيم، والعظيم لا يُعَظِّمُ إلا ما كان عظيمًا.

 

وإنَّ مَن تَرَبَّع على ذُروَة الكمال البشري غيرَ مُنازَع، وبلغ من تمام الأخلاق وكمال الشمائل والصفات، لا يمكن ويستحيل أن يتبنَّى فعلًا ذميمًا كالاغتيال، كما أن المتأمِّلَ في سيرته الشريفة، يشعر وكأن هذا الرجل ذا الخُلُق العظيم قد اكتسى من رأسه الكريمة إلى قدمه الشريفة بـ "حُبّ العفو"؛ فلم يقتل أحدًا من كفار مكة عندما ظفر بهم، وهم مَن آذاه وآذى أصحابه ثلاث عشرة سنة، ولو شاء لملأ صحن المَطاف حول الكعبة المشرَّفة جماجمَ ولَأَسال بطحاءَ مكةَ دماءً، ولا لوم يلحقه ولا ذَمّ.

 

غير أن جِبِلَّتَه التي تحب العفو حدَّ العشق، قد أنطقت لسانَه الطاهر ليقول - معلِّمًا البشريةَ معنى العفو والصفح -: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". ولا صحةَ - على الإطلاق - لما قيل من أنه قتل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط صبرًا، ومما يدل على تهافت المرويات هو ما زُعِمَ من أن عقبة قال للنبي: "مَن للصِّبْيَةِ يا محمد؟" (يعني صبيتَه هو بعد موته) إذ زُعِمَ أن النبي قال: "لهم النار"، فهل يحكم النبي على أطفال صغار أنهم في النار فقط لِيَغِيْظَ عدوَّه؟!!

 

وأذكر الآن أسماء مَن زُعمَ - بل افتُرِيَ - أن النبي أمر بقتلهم غِيْلَةً، والغيلة لا يُقْدِمُ عليها أشراف الناس وكرام القوم، فكيف بمَن خاطبه ربُّ بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم) القلم 4.

 

1- عصماء بنت مروان؛ لأنها كانت تَذُمُّ النبي.

2- اليهودي أبو عفك؛ لأنه هجا النبي.

3- اليهودي كعب بن الأشرف؛ لهجائه للنبي وتحريض المشركين على المسلمين.

4- اليهودي أبو رافع؛ لمعاداته للمسلمين.

5- اليهودي سلام بن أبي الحُقَيِّق؛ لمعاداته للمسلمين.

6- أم قرفة؛ لأنها كانت تحث أبناءها على قتال المسلمين، وقد كان قتلها - المُفتَرَى - شنيعًا وفظيعًا جدًّا.

7- اليهودي ابن شَيبَينَة؛ فقط لأنه يهودي.

 

وأنا أقسم بالله، قَسَمًا يحاسبني الله عليه يوم الدينونة الكبرى والعرض الأعظم، أن سيدي محمدًا بريءٌ براءة الذئب من دم أخيه النبي الكريم يوسف عليه السلام، وأنه لا يمكن ويستحيل عقلًا ومنطقًا وقبل ذلك قرآنًا، أن يفعل هذه الفظائع أو يأمر بها مَن كانت به ذرة رجولة وشهامة وشجاعة، فكيف بمَن حاز مكارم الأخلاق كلها وتفرَّد بكمالها؟!!

 

وأختم باختيار إحدى الشخصيات التي افتُرِيَ أن النبي أمر باغتيالها، وهو اليهودي كعب بن الأشرف. وهذا الرجل كان "مواطنًا" في الدولة الإسلامية، وقد بلغ الناسَ أنه يهجو النبي وأنه يحرض المشركين على المسلمين. والآن، لو كان هذا صحيحًا؛ لقام النبي باستدعاء الرجل جهارًا نهارًا أمام الناس، ثم ضَرَبَ صفحًا عن الهجاء؛ لأن النبي لم يغضب لنفسه قط، ثم حاكَمَه محاكمةً عادلةً بإعطائه الفرصة لقول ما عنده، ثم - إذا لم تكن دفاعاته كافية لتبرئته - أمر بقتله بتهمة الخيانة العظمى، وهو أمرٌ اتفقت جميع الشرائع القديمة والحديثة، السماوية منها والأرضية، على أن مرتكبَها يُقتَل بعد أن يتضح أنْ لا دفاع مقنعًا لديه، وأنه خان الدولة.

 

والآن، لِتَخْرَسْ ألسنةٌ تفتري على مقام الرسالة العظيمة ومكانة النبوة الكريمة، ما لا يليق حتى بأقل الرجال مروءةً وشجاعة، وأقول لهم بصوت عالٍ وبغضبٍ عارم: ويحكم ثم ويحكم ثم ويحكم!! أتعلمون مَن هو رسول الله؟!!!