القبيلة والدولة

لا يمكن إن تحكم القبيلة والدولة في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية معا في آن واحد ، ولا يمكن أن يتحدان لأن كلا منهما بطبيعته ينفي الآخر ، فالقبيلة تعني الماضي والدولة تعني الحاضر والمستقبل ، فلو نظرنا إلى دول الخليج العربي والتي يوجد فيها أنظمة عائلية وراثية هي أقرب إلى القبيلة من الأنظمة العربية الجمهورية من الناحية الاجتماعية ، لكن من الناحية السياسية فالانظمة العربية الجمهورية هي أقرب إلى القبيلة من الأنظمة العربية العائلية الوراثية ، وذلك لأن الأنظمة العربية الوراثية إقامت دول نظام وقانون مدنية في بلدانها ، ولم تسمح للقبيلة حتى بأن ترنو إلى الحكم في بلدانها ، لكن الأنظمة العربية الجمهورية ظلت القبيلة في بلدانها كالجمر الذي يخبو تحت الرماد ، أول ما حصل فرصة للاشتعال اشتعل ، كما هو حاصل اليوم في بلادنا .